سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(1)
صفحة 1 من اصل 1
سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(1)
البابا شنوده الثالث
سنوات مع
أسئلة الناس
أسئلة لاهوتية و عقائدية "أ"
So Many Years With the
Problems Of People
Theological & Dogmatic Problems (A)
By H.H Pope Shenouda III
الكتاب : سنوات مع أسئلة الناس
أسئلة لاهوتية و عقائدية (أ)
المؤلف : قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث .
الناشر : الكلية الإكليريكية بالعباسية – القاهرة .
الطبعة : الأولي أبريل 2001
المطبعة : الأنبا رويس الأوفست – الكاتدرائية بالعباسية – القاهرة
رقم الإيداع : 7418/2001
I.S.B.N. 977-5345-61-8
مقدمة
ما أكثر الأسئلة التي تلقيناها في اجتماعاتنا علي مدي سنوات طويلة . و قد اخترنا منها أسئلة نشرناها في عشرة كتب تحت عنوان " سنوات مع أسئلة الناس " .
و كان ما نشرناه 513 سؤالاً حتي الكتاب العاشر من هذه المجموعة الذي صدر في يناير سنة 1998 .
أعيد نشر الكتب العشرة في دمشق في مجلدين كبيرين . و اهتم بذلك نيافة مار يوحنا ابراهيم مطران السريان الأرثوذكس في حلب .
و مرت 3 سنوات علي صدور الكتاب العاشر . و تم نشر أسئلة أخري متفرقة في مجلة الكرازة .
ثم رأينا أن نعيد نشر الكتب العشرة مرتبة موضوعياً .
*الأسئلة الخاصة باللاهوتيات و العقيدة وحدها . و ستصدر في كتابين .
*الأسئلة الخاصة بالموضوعات الروحية .
*و بعدها الأسئلة التي تتعلق بمشاكل كتابية .
ثم مجموعة من الأسئلة تحت عنوان [ متنوعات ] .
و الذي بين يديك الآن ، هو الجزء الأول من الأسئلة الخاصة باللاهوتيات و العقائد ، بليه بعد أسبوعين الجزء الثاني بمشيئة الله .
و سوف نتابع نشر هذه المجموعة ، و كل منها يمثل باباً معيناً من أبواب المعرفة الدينية .
و نرجو أن يكون النشر بهذه الصورة المتخصصة أكثر فائدة .
أبريل 2001 البابا شنوده الثالث
ســؤال
قدم لي أحد الشبان هذا السؤال ، و أنا علي باب الكاتدرائية :
"يحاربني أحياناً فكر الإلحاد ، و أقاومه فيعود يشكوك كثيرة في وجود الله . فأرجو أن تساعدني علي تثبيت إيماني ، خوفاً من أن تتمكن الشكوك بإيماني ".
الجـواب
إنها حرب مشهورة من حروب الشيطان . و هذه الأفكار التي تحاربك ليست منك ، و إلا ما كنت تقاومها كما تقول . و لكن الشيطان عنيد لحوح ، لا ييأس و لا يهدأ . و كلما يرد الإنسان علي فكر من أفكاره ، يعود مرة أخري و يضغط و يلح . لذلك يقول القديس بطرس الرسول " قاوموه راسخين في الإيمان " ( 1 بط 5 : 9 ) . و مع ذلك فإن وجود الله له إثباتات كثيرة . لعل في مقدمتها ما يسميه الفلاسفة أو المفكرون بالعلة الأولي ، أي السبب الأول .
أي أن الله هو السبب الأول لوجود هذا الكون كله .
و بدون وجود الله ،لا نستطيع أن نفسر كيفية وجود الكون .
و هكذا نضع أمامنا عدة أمور لا يمكن أن يفسرها إلا وجود الله . و هي وجود الحياة ، و وجود المادة ، ووجود الإنسان ، ووجود النظام في كل مظاهر الطبيعة . يضاف إلي كل هذا الاعتقاد العام . و لنبدأ حالياً بنقطة أساسية و هي وجود الحياة .
وجود الحياة :
سؤالنا هو : كيف وجدت الحياة علي الأرض ؟
المعروف أنه مر وقت – كما يقول العلماء – كانت فيه الأرض جزءاً من المجموعة الشمسية ، في درجة من الحرارة الملتهبة التي لا يمكن أي تسمح بوجود أي نوع من الحياة ، لا إنسان و لا حيوان و لا نبات .
فمن أين أتت الحياة إذن ؟ من الذي أوجدها ؟ كيف ؟
هنا و يقف الملحدون و جميع العلماء صامتين حياري أمام وجود الحياة ز و لا أقصد حياة الكائنات الراقية كالإنسان ، بل حتي حياة نملة صغيرة ، أو دابة ، أو أية حشرة تدب علي الأرض ... مجرد وجود حياة واحدة من هذه الحشرات يثبت وجود الله .
بل مجرد خلية حية أياً كانت ، مجرد وجود البلازما ن يثبت وجود الله . لأنه لا تفسير له غير ذلك ...
إن الحياة حديثة علي الأرض ، ما دامت الأرض كانت من قبل قطعة ملتهبة لا تسمح بوجود حياة . فالحياة إذن بعد أن بردت القشرة الأرضية . أما باطن الأرض الملتهب ، الذي تخرج منه البراكين و النافورات الساخنة ، فلا يمكن أن توجد فيه حياة . إذن كيف وجدت الحياة علي الأرض بعد أن بردت قشرتها .
طبيعي أن المادة الجامدة ، التي لا حياة فيها ، لا يمكن أن توجد حياة . لأن فاقد الشئ لا يعطيه ...
و يبقي وجود الحياة لغزاً لا يجد له العلماء حلاً
حله الوحيد هو قدرة الله الخالق الذي أوجد الحياة ... و إن كان هناك تفسير اَخر ، فليقدمه لنا الملحدون أو علماؤهم ... ذلك لأن الكائن الحي لا بد أن يأتي من كائن حي . و مهما قدم العلماء من افتراضات خيالية ، فإنها تبقي مجرد افتراضات لا ترقي إلي المستوي العلمي ز بعد الحياة ، نتكلم عن إثبات اَخر و هو وجود المادة .
وجود المادة :
و نعني به وجود هذه الطبيعة الجامدة و كل ما فيها من مادة ...
لا نستطيع أن نقول أن المادة قد أوجدت نفسها
فالتعبير غير منطقي . إذ كيف توجد نفسها و هي غير موجودة ؟ كيف تكون لها القدرة علي الإيجاد قبل أن توجد ؟ إذن هذا الافتراض مستحيل . لا يبقي إذن إلا أن هناك من أوجدها . فمن هو سوي الله ؟
و لا يمكن أن نقول إنها وجدت بالصدفة كما يدعي البعض ...
فالصدفة لا توجد كائنات 0 وكلمة ( الصدفة ) كلمة غير علمية و غير منطقية 00 ويحتاج إلى تعريف 0 فما هى الصدفة إذن ؟ و ما هى قدرتها ؟ و هل الصدفة كيان له خواص ، منها الخلق ؟!
كذلك لا يمكن أن نقول إن المادة أزلية ! أو الطبيعة أزلية !
من المحال أن تكون المادة الأزلية . لأن الأزلية تدل علي القوة بينما المادة فيها ضعف .
فهي تتحول من حالة إلي حالة ، و تتغير من حالة إلي أخري . الماء يتحول إلي بخار ، و قد يتجمد و يتحول غلي ثلج . و الخشب قد يحترق و يتحول إلي فحم ، و قد يتحول إلي دخان و يتبدد في الجو . كما أن كثيراً من المواد مركبة . و المركب هو اتحاد عنصرين أو عناصر ، و يمكن أن ينحل و يعود إلي عناصره الأولي .
[b]فالطبيعة إذن متغيرة ،و التغير لا يدل علي قوة . فلا يمكن أن تكون مصدراً لخلق مادة أخري .
كذلك فالطبيعة جامدة ،و بلا عقل و لا تفكير ،و بهذا لا يمكن أن تكون مصدراً للخلق .
و هناك سؤال هام و هو : ما المقصود بكلمة الطبيعة ؟
أهي المادة الجامدة ؟ أهي الجبال و البحار و الأرض و الجو ؟ إن كانت هكذا ، فهي لا تستطيع أن تخلق إنساناً أو حيواناً . فغير الحي لا يخلق حياً ، و غير العاقل لا يخلق عاقلاً ... فهل طبيعة الإنسان هي التي كونته ؟! و هذا غير معقول . لأنه لم تكن له طبيعة قبل أنه يكون ، و قادرة علي تكوينه !!
أم أن كلمه الطبيعة تدل علي قوة جبارة غير مفهومة ؟
إن كان الأمر كذلك ، فلتكن هذه القوة غير المدركة هي الله ،و قد سماها البعض الطبيعة . و يكون الأمر مجرد خلاف حول التسميات ، و ليس خلافاً في الجوهر ز إن كل الملحدين الذين قالوا إن الطبيعة قد أوجدت الكون ، لم يقدموا لنا معني واضحاً لهذه الطبيعة ! نقطة أخري نذكرها في إثبات وجود الله ، و هي الإنسان .
وجود الإنسان :
هذا الكائن العجيب ، الذي له عقل و روح و ضمير و مشيئة و لا يمكن أن توجده طبيعة بلا عقل و لا مشيئة و لا حياة و لا ضمير !! كيف إذن أمكن وجود هذا الكائن ، بكل ما له من تدبير و مشاعر ؟! الكائن صاحب المبادئ ، الذي يحب الحق و العدل ، و يسعي إلي القداسة و الكمال ؟ لا بد من وجود كائن اَخر أسمي منه ليوجده ... لا بد من وجود كائن كلي الحكمة ، كلي القدرة ، بمشيئة تقدر أن توجده ...و هذا ما نسميه الله ...
و بخاصة للتركيب العجيب المذهل الذي لهذا الإنسان .
يكفي أن نذكر بصمة اصابعه ، و بصمة صوته .
عشرات الملايين قد توجد في قطر واحد . و كل إنسان من هؤلاء تكون لأصابعه بصمة تميزه عن باقي الملايين . فمن ذا الذي يستطيع أن يرسم لكل اصبع خطوطاً تميز بصمته . و تتغير هذه الخطوط من واحد لآخر ، وسط آلاف الملايين في قارة واحدة مثل آسيا ، و أو مئات الملايين في قارة مثل افريقيا ؟! إنه عجيب !! لابد من كائن ذي قدرة غير محدودة ، استطاع أن يفعل هذا ...و ما نقوله عن بصمة الأصبع ، نقوله أيضاً عن بصمة الصوت . إنسان يكلمك في التليفون . فنقول له " أهلاً ، فلان " . تناديه بإسمه و أنت لا تراه ، مميزاً بصمة صوته عن باقي الأصوات ...
قدرة الله غير المحدودة تظهر في خلقه للإنسان من أعضاء عجيبة جداً في تركيبها و في وظيفتها ...
المخ مثلاً و ما فيه من مراكز البصر ، و الصوت و الحركة ، و الذاكرة و الفهم ... إلخ . بحيث لو تلف أحد هذه المراكز ، لفقد الإنسان قدرته علي وظيفة هذا المركز إلي الأبد ...! من في كل علماء العالم يستطيع أن يصنع مخاً ، أو مركزاً واحداً من مراكز المخ ؟! إنها قدرة الله وحده . و يعوزنا الوقت إن تحدثنا عن كل جهاز من أجهزة جسد الإنسان ، و عن تعاون كل هذه الأجهزة بعضها مع البعض الآخر في تناسق عجيب . و أيضاً عن العوامل النفسية المؤثرة في الجسد ز و عن النظام المذهل الموجود في تركيبة هذه الطبيعة البشرية . هنا و أحب أن أتعرض إلي نقطة أخري لإثبات وجود الله ، و هي النظام العجيب الموجود في الكون كله .
سنوات مع
أسئلة الناس
أسئلة لاهوتية و عقائدية "أ"
So Many Years With the
Problems Of People
Theological & Dogmatic Problems (A)
By H.H Pope Shenouda III
الكتاب : سنوات مع أسئلة الناس
أسئلة لاهوتية و عقائدية (أ)
المؤلف : قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث .
الناشر : الكلية الإكليريكية بالعباسية – القاهرة .
الطبعة : الأولي أبريل 2001
المطبعة : الأنبا رويس الأوفست – الكاتدرائية بالعباسية – القاهرة
رقم الإيداع : 7418/2001
I.S.B.N. 977-5345-61-8
مقدمة
ما أكثر الأسئلة التي تلقيناها في اجتماعاتنا علي مدي سنوات طويلة . و قد اخترنا منها أسئلة نشرناها في عشرة كتب تحت عنوان " سنوات مع أسئلة الناس " .
و كان ما نشرناه 513 سؤالاً حتي الكتاب العاشر من هذه المجموعة الذي صدر في يناير سنة 1998 .
أعيد نشر الكتب العشرة في دمشق في مجلدين كبيرين . و اهتم بذلك نيافة مار يوحنا ابراهيم مطران السريان الأرثوذكس في حلب .
و مرت 3 سنوات علي صدور الكتاب العاشر . و تم نشر أسئلة أخري متفرقة في مجلة الكرازة .
ثم رأينا أن نعيد نشر الكتب العشرة مرتبة موضوعياً .
*الأسئلة الخاصة باللاهوتيات و العقيدة وحدها . و ستصدر في كتابين .
*الأسئلة الخاصة بالموضوعات الروحية .
*و بعدها الأسئلة التي تتعلق بمشاكل كتابية .
ثم مجموعة من الأسئلة تحت عنوان [ متنوعات ] .
و الذي بين يديك الآن ، هو الجزء الأول من الأسئلة الخاصة باللاهوتيات و العقائد ، بليه بعد أسبوعين الجزء الثاني بمشيئة الله .
و سوف نتابع نشر هذه المجموعة ، و كل منها يمثل باباً معيناً من أبواب المعرفة الدينية .
و نرجو أن يكون النشر بهذه الصورة المتخصصة أكثر فائدة .
أبريل 2001 البابا شنوده الثالث
الباب الأول
أسئلةحول الله
أسئلةحول الله
سؤال في الإلحاد
ســؤال
قدم لي أحد الشبان هذا السؤال ، و أنا علي باب الكاتدرائية :
"يحاربني أحياناً فكر الإلحاد ، و أقاومه فيعود يشكوك كثيرة في وجود الله . فأرجو أن تساعدني علي تثبيت إيماني ، خوفاً من أن تتمكن الشكوك بإيماني ".
الجـواب
إنها حرب مشهورة من حروب الشيطان . و هذه الأفكار التي تحاربك ليست منك ، و إلا ما كنت تقاومها كما تقول . و لكن الشيطان عنيد لحوح ، لا ييأس و لا يهدأ . و كلما يرد الإنسان علي فكر من أفكاره ، يعود مرة أخري و يضغط و يلح . لذلك يقول القديس بطرس الرسول " قاوموه راسخين في الإيمان " ( 1 بط 5 : 9 ) . و مع ذلك فإن وجود الله له إثباتات كثيرة . لعل في مقدمتها ما يسميه الفلاسفة أو المفكرون بالعلة الأولي ، أي السبب الأول .
أي أن الله هو السبب الأول لوجود هذا الكون كله .
و بدون وجود الله ،لا نستطيع أن نفسر كيفية وجود الكون .
و هكذا نضع أمامنا عدة أمور لا يمكن أن يفسرها إلا وجود الله . و هي وجود الحياة ، و وجود المادة ، ووجود الإنسان ، ووجود النظام في كل مظاهر الطبيعة . يضاف إلي كل هذا الاعتقاد العام . و لنبدأ حالياً بنقطة أساسية و هي وجود الحياة .
وجود الحياة :
سؤالنا هو : كيف وجدت الحياة علي الأرض ؟
المعروف أنه مر وقت – كما يقول العلماء – كانت فيه الأرض جزءاً من المجموعة الشمسية ، في درجة من الحرارة الملتهبة التي لا يمكن أي تسمح بوجود أي نوع من الحياة ، لا إنسان و لا حيوان و لا نبات .
فمن أين أتت الحياة إذن ؟ من الذي أوجدها ؟ كيف ؟
هنا و يقف الملحدون و جميع العلماء صامتين حياري أمام وجود الحياة ز و لا أقصد حياة الكائنات الراقية كالإنسان ، بل حتي حياة نملة صغيرة ، أو دابة ، أو أية حشرة تدب علي الأرض ... مجرد وجود حياة واحدة من هذه الحشرات يثبت وجود الله .
بل مجرد خلية حية أياً كانت ، مجرد وجود البلازما ن يثبت وجود الله . لأنه لا تفسير له غير ذلك ...
إن الحياة حديثة علي الأرض ، ما دامت الأرض كانت من قبل قطعة ملتهبة لا تسمح بوجود حياة . فالحياة إذن بعد أن بردت القشرة الأرضية . أما باطن الأرض الملتهب ، الذي تخرج منه البراكين و النافورات الساخنة ، فلا يمكن أن توجد فيه حياة . إذن كيف وجدت الحياة علي الأرض بعد أن بردت قشرتها .
طبيعي أن المادة الجامدة ، التي لا حياة فيها ، لا يمكن أن توجد حياة . لأن فاقد الشئ لا يعطيه ...
و يبقي وجود الحياة لغزاً لا يجد له العلماء حلاً
حله الوحيد هو قدرة الله الخالق الذي أوجد الحياة ... و إن كان هناك تفسير اَخر ، فليقدمه لنا الملحدون أو علماؤهم ... ذلك لأن الكائن الحي لا بد أن يأتي من كائن حي . و مهما قدم العلماء من افتراضات خيالية ، فإنها تبقي مجرد افتراضات لا ترقي إلي المستوي العلمي ز بعد الحياة ، نتكلم عن إثبات اَخر و هو وجود المادة .
وجود المادة :
و نعني به وجود هذه الطبيعة الجامدة و كل ما فيها من مادة ...
لا نستطيع أن نقول أن المادة قد أوجدت نفسها
فالتعبير غير منطقي . إذ كيف توجد نفسها و هي غير موجودة ؟ كيف تكون لها القدرة علي الإيجاد قبل أن توجد ؟ إذن هذا الافتراض مستحيل . لا يبقي إذن إلا أن هناك من أوجدها . فمن هو سوي الله ؟
و لا يمكن أن نقول إنها وجدت بالصدفة كما يدعي البعض ...
فالصدفة لا توجد كائنات 0 وكلمة ( الصدفة ) كلمة غير علمية و غير منطقية 00 ويحتاج إلى تعريف 0 فما هى الصدفة إذن ؟ و ما هى قدرتها ؟ و هل الصدفة كيان له خواص ، منها الخلق ؟!
كذلك لا يمكن أن نقول إن المادة أزلية ! أو الطبيعة أزلية !
من المحال أن تكون المادة الأزلية . لأن الأزلية تدل علي القوة بينما المادة فيها ضعف .
فهي تتحول من حالة إلي حالة ، و تتغير من حالة إلي أخري . الماء يتحول إلي بخار ، و قد يتجمد و يتحول غلي ثلج . و الخشب قد يحترق و يتحول إلي فحم ، و قد يتحول إلي دخان و يتبدد في الجو . كما أن كثيراً من المواد مركبة . و المركب هو اتحاد عنصرين أو عناصر ، و يمكن أن ينحل و يعود إلي عناصره الأولي .
[b]فالطبيعة إذن متغيرة ،و التغير لا يدل علي قوة . فلا يمكن أن تكون مصدراً لخلق مادة أخري .
كذلك فالطبيعة جامدة ،و بلا عقل و لا تفكير ،و بهذا لا يمكن أن تكون مصدراً للخلق .
و هناك سؤال هام و هو : ما المقصود بكلمة الطبيعة ؟
أهي المادة الجامدة ؟ أهي الجبال و البحار و الأرض و الجو ؟ إن كانت هكذا ، فهي لا تستطيع أن تخلق إنساناً أو حيواناً . فغير الحي لا يخلق حياً ، و غير العاقل لا يخلق عاقلاً ... فهل طبيعة الإنسان هي التي كونته ؟! و هذا غير معقول . لأنه لم تكن له طبيعة قبل أنه يكون ، و قادرة علي تكوينه !!
أم أن كلمه الطبيعة تدل علي قوة جبارة غير مفهومة ؟
إن كان الأمر كذلك ، فلتكن هذه القوة غير المدركة هي الله ،و قد سماها البعض الطبيعة . و يكون الأمر مجرد خلاف حول التسميات ، و ليس خلافاً في الجوهر ز إن كل الملحدين الذين قالوا إن الطبيعة قد أوجدت الكون ، لم يقدموا لنا معني واضحاً لهذه الطبيعة ! نقطة أخري نذكرها في إثبات وجود الله ، و هي الإنسان .
وجود الإنسان :
هذا الكائن العجيب ، الذي له عقل و روح و ضمير و مشيئة و لا يمكن أن توجده طبيعة بلا عقل و لا مشيئة و لا حياة و لا ضمير !! كيف إذن أمكن وجود هذا الكائن ، بكل ما له من تدبير و مشاعر ؟! الكائن صاحب المبادئ ، الذي يحب الحق و العدل ، و يسعي إلي القداسة و الكمال ؟ لا بد من وجود كائن اَخر أسمي منه ليوجده ... لا بد من وجود كائن كلي الحكمة ، كلي القدرة ، بمشيئة تقدر أن توجده ...و هذا ما نسميه الله ...
و بخاصة للتركيب العجيب المذهل الذي لهذا الإنسان .
يكفي أن نذكر بصمة اصابعه ، و بصمة صوته .
عشرات الملايين قد توجد في قطر واحد . و كل إنسان من هؤلاء تكون لأصابعه بصمة تميزه عن باقي الملايين . فمن ذا الذي يستطيع أن يرسم لكل اصبع خطوطاً تميز بصمته . و تتغير هذه الخطوط من واحد لآخر ، وسط آلاف الملايين في قارة واحدة مثل آسيا ، و أو مئات الملايين في قارة مثل افريقيا ؟! إنه عجيب !! لابد من كائن ذي قدرة غير محدودة ، استطاع أن يفعل هذا ...و ما نقوله عن بصمة الأصبع ، نقوله أيضاً عن بصمة الصوت . إنسان يكلمك في التليفون . فنقول له " أهلاً ، فلان " . تناديه بإسمه و أنت لا تراه ، مميزاً بصمة صوته عن باقي الأصوات ...
قدرة الله غير المحدودة تظهر في خلقه للإنسان من أعضاء عجيبة جداً في تركيبها و في وظيفتها ...
المخ مثلاً و ما فيه من مراكز البصر ، و الصوت و الحركة ، و الذاكرة و الفهم ... إلخ . بحيث لو تلف أحد هذه المراكز ، لفقد الإنسان قدرته علي وظيفة هذا المركز إلي الأبد ...! من في كل علماء العالم يستطيع أن يصنع مخاً ، أو مركزاً واحداً من مراكز المخ ؟! إنها قدرة الله وحده . و يعوزنا الوقت إن تحدثنا عن كل جهاز من أجهزة جسد الإنسان ، و عن تعاون كل هذه الأجهزة بعضها مع البعض الآخر في تناسق عجيب . و أيضاً عن العوامل النفسية المؤثرة في الجسد ز و عن النظام المذهل الموجود في تركيبة هذه الطبيعة البشرية . هنا و أحب أن أتعرض إلي نقطة أخري لإثبات وجود الله ، و هي النظام العجيب الموجود في الكون كله .
مواضيع مماثلة
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(4)
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(2)
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(3)
» مقدمة عن العهد القديم ( الجزء الأول )
» أثناسيوس (بابا الإسكندرية) الجزء التاني
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(2)
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(3)
» مقدمة عن العهد القديم ( الجزء الأول )
» أثناسيوس (بابا الإسكندرية) الجزء التاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى