margergs.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع (1)

اذهب الى الأسفل

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع (1) Empty تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع (1)

مُساهمة  Admin الثلاثاء يونيو 24, 2008 11:11 am

الإصحاح الرابع



نرى فى هذا الإصحاح موقفنا من الهراطقة ومن الإخوة. فعلينا بكل تدقيق أن نرفض الهراطقة، والرسول له تعليم متشدد جداً فى هذا الموضوع (2يو11، 10). ولكن بالنسبه للإخوة علينا أن نعاملهم بكل حب.



أية 1:- أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.

لا تصدقوا كل روح = أى التعليم الذى يقول كل معلم أن مصدره روح الله القدوس. فالمعلمين الكذبة مصدرهم أرواح شريرة مخادعة.

والرسول هنا يطلب أن لا نسير وراء كل عاطفة أو محبة بشرية لشخص أو إعجاب بشخص، أو إنفعال وراء شخص، فقد يقودنا هذا للسير وراء هرطقة، فليس كل ما نسمعه صحيحاً.

ونلاحظ أن الغنوسيين إدعوا أن تعاليمهم بوحى إلهى. وهم إدعوا وغيرهم وهم كاذبين أن الروح القدس يرشدهم لما يقولونه من تعاليم كاذبة = لأن أنبياء كذبة. هؤلاء سبق الرسول وقال عنهم أنهم تركوا الكنيسة (19:2). إمتحنوا الأرواح = أى نمتحن الكلام الذى نسمعه ونقارن بما قاله الرب وقاله رسل الرب (الكلمة المكتوبة) وبما تعلمه الكنيسة. أضفت لهذا أن لنا مسحة من القدوس (1يو20:2). وهذا ما يسميه بولس الرسول قارنين الروحيات بالروحيات (1كو13:2). وراجع أيضاً (1كو3:12 + مت24 :5، 4 + 2كو11 :2-4). علينا كمؤمنين أن لا ننخدع بخداعات فلسفية أو كبرياء الفلسفة البشرية.



أيات 2، 3 :- بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ.

الروح القدس هو الذى يشهد لنا أن المسيح هو الله المتجسد لخلاصنا. ونلاحظ أن القديس يوحنا هنا يتحدث عن هرطقة معينة هى إنكار التجسد. ولكننا الآن أمام عشرات بل مئات الهرطقات فلنحذر، كل هذه الهرطقات هى ضد الله. قد يدعى كل من هؤلاء أن الروح القدس أوحى له بما يقول. ولكن هل ينقسم الروح القدس على نفسه. بل الروح القدس يعطى الفكر الواحد (فى2:2 + أف4: 3-5). فالمنشقين ليس لهم روح الوحدة بل الإنشقاق. وما أهمية التجسد ؟ هو بركة لنا :-


1. المسيح قدس الجسد البشرى. وبجسدنا البشرى دخل السماء، فصار لنا أن ندخل نحن أيضاً للسماء.

2. بدون جسد بشرى كيف كان المسيح سيموت عنا، فالذى كان لابد ويموت عنا هو إنسان مشابه لنا فى كل شىء وبدون خطية.

3. المسيح صار لنا مثالاً يمكن أن نتتبعه، وهو ليس خيالاً لا أستطيع أن أحيا حياته.

4. بإتحاد اللاهوت بالناسوت صار لنا أن نقيم علاقة مع الله، لكن إن كانت المادة شراً كما قالوا فالله كان لا يمكن أن يقترب منى، إذاً بالتالى فلا معنى للتناول مثلاً. فكرهم الهرطوقى يحرمنا من بركات كثيرة.




أية 4 :- أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.

هنا الرسول يشجعهم حتى لا يضطربوا أمام هذه الهرطقات لأن الذى فيكم = أى الروح القدس أعظم من الذى فى العالم = أى الشيطان والضلال والشر. وهذا ما فعله المسيح أنه يطمئننا جميعاً أنه غلب العالم (يو33:16) غلبتموهم = إذاً لا نخاف بل سننتصر. لذلك فالآن ومع إزدياد الهرطقات لا نخاف فالروح القدس فى كنيسته يحفظها.



أية 5 :- هُمْ مِنَ الْعَالَمِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يَتَكَلَّمُونَ مِنَ الْعَالَمِ، وَالْعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُمْ.

هم من العالم = أى المعلمين الكذبة، وهم من العالم لأن لهم دوافع غير سليمة مقل المكاسب المادية والسياسية والإعتداد بالذات.

يتكلمون من العالم = أى من خارج الكنيسة فهم منشقون عنها.

والعالم يسمع لهم = فأهدافهم متطابقة لرغائب أهل العالم، ولنلاحظ أن الشيطان يميل قلوبهم لأنه يريد إنشقاق الكنيسة.



أية 6 :- نَحْنُ مِنَ اللهِ. فَمَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَسْمَعُ لَنَا، وَمَنْ لَيْسَ مِنَ اللهِ لاَ يَسْمَعُ لَنَا. مِنْ هَذَا نَعْرِفُ رُوحَ الْحَقِّ وَرُوحَ الضَّلاَلِ.

يضع الرسول الإستماع لنا كحد فاصل بين روح الحق وروح الضلال، وكلمة لنا تعنى التلاميذ والرسل الذين أرسلهم المسيح لينشروا الإيمان فى الأرض. هم الذين سلموا الإيمان للكنيسة نقياً. هذه الأية تساوى ما قاله بولس الرسول أن الكنيسة مبنية على أساس الرسل (أف20:2).



أيات 7، 8 :- أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.

أيها الأحباء لنحب لأن المحبة هى من الله = الرسول كان يتكلم عن الهراطقة وهرطقاتهم، فما الذى جعله ينتقل إلى موضوع المحبة فجأة :-


1. الموضوع الأساسى للرسالة هو المحبة، وقد شعر الرسول أنه تركه فترة طويلة فعاد إليه.

2. نفهم من الأيات السابقة أن المملوء من الروح هو الذى يكتشف ضلال هؤلاء الهراطقة. وما هى علامة إمتلائنا بالروح، المحبة. فمن يجد فى نفسه أنه مملوء محبة فهو مملوء بالروح. إذاً هو قادر على إكتشاف الهرطقات. وهو يستطيع بسهولة أن يميز الحق من الضلال. أما من هو بلا محبة فهو بلا روح ومثل هذا سينخدع.


ولاحظ أن الرسول يقول لنحب بعضنا بعضاً ولم يقل لنحاول أن نحب. وذلك لأن المحبة تنسكب من الروح. ونحن قد حل فينا الروح القدس، وبذلك فنحن لنا إمكانية الحب (رو5:5).

ولاحظ قوله الله محبة. ولم يقل الله يحب أو الله محب فهذه صفة

أما قوله الله محبة فهذا يعنى أن جوهر الله هو المحبة. هو ينبوع محبة،

تفيض منه محبة إلى الابن المحبوب أولاً (أف6:1)

وذلك عن طريق روح المحبة، أى الروح القدس.

وبالمعمودية نولد من الله ونتحد بالمسيح

وبهذا ينسكب فينا روح المحبة المنسكب فى الإبن لذلك يقول وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله = ويعرف الله تعنى أنه متحد بالله وله حياة الله أى له المحبة. والذى لا يحب هو رافض لعطايا الله ولا يريد أن يثبت فيه أى يعرفه. إن لم توجد فينا المحبة نكون قد غيرنا الخاتم الذى به نتشكل بشكل الله. ولاحظ أن المحبة تأتى من الله، وأن المحبة تقودنا لله. فمن يتقبل المحبة من الله يقترب إليه. إذاً هى دائرة لو دخل فيها الإنسان يقترب لله أكثر وأكثر.



أية 9 :- بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ.

بهذا أظهرت محبة الله فينا = بالروح القدس المنسكب من الله (رو5:5). ولاحظ أنه لم يقل لنا بل فينا، فالمحبة ليست شيئاً أراه بل هى محسوسة داخلى. أظهرت =


1. كانت موجودة أزلياً.

2. أعلنت وظهرت بصورة مرئية فى تجسد المسيح. فالله يحبنا منذ الأزل ولم يحبنا فجأة.


وكيف إنسكب الروح فينا فظهرت محبة الله فينا؟ أن الله قد أرسل إبنه لكى نحيا به = الروح إنسكب فينا بإستحقاقات دم المسيح المبذول عنا. وكان الفداء والروح القدس الذى حل علينا سبب حياة لنا، بأن عدنا إلى صورة الله التى خلقنا عليها، وصورة الله هى المحبة، فالله محبة.

نحيا به = فالمسيح صار حياتنا "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى" (غل20:2). لذلك قال السيد المسيح "أتيت لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل" فالحياة بدون المسيح غير محتملة بل قد تدفع الكثيرين للإنتحار، أما بالمسيح فهى سلام وفرح.



أية 10:- فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا.

نحن لم نبدأ بمحبة الله، بل الله هو الذى بدأ بإعلان محبته بإرساله لإبنه. هو أحبنا بالرغم من خطايانا وعداوتنا له، أحبنا دون إستحقاق منا. لأن طبيعته هى المحبة. وفى محبته لم يستح حتى بالصليب.

Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 125
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

http://marygergs.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى