margergs.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع (2)

اذهب الى الأسفل

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع (2) Empty تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع (2)

مُساهمة  Admin الثلاثاء يونيو 24, 2008 11:14 am

أية 11:- أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هَكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضاً أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً.

إن كان الله قد أحبنا ونحن غير مستحقين، وأعطانا روح المحبة كهبة منه لنا، فنحن الآن ملزمين أن نحب الآخرين :-



1. الله فى طبيعته التى هى المحبة لن يحتمل رائحة الكراهية فينا، فمن يحيا فى الكراهية لن يسكن الله عنده.

2. نحن نحيا الآن كمسيحيين بحياة المسيح فينا، ويقودنا الروح القدس الذى يعطينا المحبة، فمن يرفض أن يحيا فى محبة فهو يقاوم الروح القدس ويرفض حياة المسيح فيه ويريد أن يحيا مثل حياة العالم.

3. الله أحبنا ونحن غير مستحقين، فلنرد الجميل ونحب إخوتنا.




أية 12 :- اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا.

الله لم ينظره أحد قط = فكيف نحب من لم نره... إن أحب بعضنا بعضاً المحبة لله لا تنشأ عن رؤيته بالجسد ولكن هى مشاعر يضعها الروح القدس فى قلوبنا. لكن هذه المشاعر لا تنمو وبالتالى تزداد محبتنا لله إن لم نحب إخوتنا.

إن المشاعر تجاه الله تكمل فينا لو أحببنا الآخرين. فالقلب المحب يستطيع أن يعاين الله. إن أحب بعضنا بعضاً يثبت فينا = هذا ما نبه له الرسول من قبل (1يو24:3) إن من يحفظ وصايا الله يثبت فيه وهو فيه، وأهم وصية، بل ملخص كل الوصايا هى وصية المحبة. ومحبته قد تكملت فينا = أى عمل محبته بلغ غايته فينا.



أية 13 :- بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ.

كيف نعلم أننا ثابتون فيه، إذا سكن فينا الروح القدس، وهذا إن سكن فينا تكون له ثماره وأولها المحبة. فإبحث فى نفسك. . هل لك محبة لله وللناس. فى هذه الحالة فالروح القدس ساكن فيك وبالتالى أنت ثابت فى المسيح.



أية 14:- وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الاِبْنَ مُخَلِّصاً لِلْعَالَمِ.

ونحن قد نظرنا = يوحنا رأى المسيح وسمعه ولمسه لذلك يقول نشهد ولكن نظرة يوحنا لم تكن نظرة جسدية فقط. فكثيرين رأوا المسيح وسمعوه ثم صلبوه. ولكن نظرة يوحنا كانت نظرة عميقة بالروح القدس، فعرف حقيقة المسيح. ونحن بالروح القدس أمكن أن يكون لنا هذه النظرة الإيمانية.

مخلصاً =


1. من الدينونة.

2. من الخطية ومن مخاوفنا وشهواتنا وعنادنا.
أية 15 : - مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ.
هنا نرى شرطاً آخر أو برهاناً آخر للثبات فى المسيح، ألا وهو الإعتراف فى حب وبمجاهرة وأمام الكل، بل أمام المخاطر والضيقات. هنا حب يصل إلى حد الإستشهاد لأجل المسيح الذى أحببناه. فالإيمان والحب ليس مكانهما القلب فقط، بل الإيمان بدون أعمال ميت. فكيف نقول أننا نحب المسيح ونحن نخشى الإضطهاد (رو8: 35-39).
أية 16 :- وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ.
هنا نرى يوحنا يتكلم عن معرفة إختبارية.
عرفنا صدقنا.
فالحب ملأ قلبه وتذوق حلاوة الحب. ونحن قد عرفنا = والمعرفة حياة (يو3:17). فالمحبة علامة الحياة.
أية 17:- بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً.
المحبة تكملت = المحبة تنمو، وهذا معنى النمو فى النعمة. إن محبة المسيح كاملة، لكن ينقصها من يتقبلها ويتذوقها أى يقبل أن يحيا فيها ويجاهد لأجلها. ومن يفعل سيشعر بالمحبة تملأ قلبه، بل تزداد يوماً فيوم، فتكمل ومتى نعرف أن المحبة صارت كاملة فينا؟ الإجابة هو أن نشتهى يوم الدين، نشتهى لقاء الرب = يكون لنا ثقة فى يوم الدين = كما قال بولس الرسول "لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح" (فى23:1). أى يكون لنا ثقة ورجاء فى الأمجاد الأبدية المعدة لنا، ثقة فى الله الذى يحبنا وليست ثقة فى أنفسنا، علينا أن نكمل أيام غربتنا طالبين رحمة الله، ولكن فى رجاء وثقة فى محبة الله ورحمته. ومن يبدأ بالمخافة والرهبة من يوم الرب والدينونة فيترك خطيته ويدخل فى عشرة مع الله، ومع الوقت يستعذب محبة الله، فلا يعود يخاف من الدينونة بل يخاف أن يغضب الله الذى أحبه، ويخشى أن يخسر المكان المعد له، فيتمم خلاصه بخوف ورعدة. وكلما تقدم الإنسان فى علاقته مع الله يشتهى لقاءه. وحتى لا ننسى يكرر الرسول أن الشرط لهذا هو محبة إخوتنا كما أحبنا المسيح.
لأنه كما هو فى هذا العالم = كما يحب الله العالم.
هكذا نحن أيضاً = علينا أن نحب الله ونحب إخوتنا.
المقصود أن نتشابه مع الله فى المحبة مع الفارق، فالموضوع نسبى.
أية 18:- لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ.
فال القديس أنطونيوس لتلاميذه "أنا لا أخاف الله" فلما قالوا هذا القول صعب يا أبانا، قال لأنى أحبه. والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج.
ونلاحظ أن الكلام هنا فى أية 18 مرتبط بأية 17 التى تكلمت عن يوم الدين. ونلاحظ أن الإنسان الطبيعى لا يوجد عنده لا خوف من الله ولا محبة لله. [الإنسان الطبيعى هو البعيد تماماً عن الله، أى الذى لم تتعامل معه النعمة]. وحينما يستيقظ هذا الإنسان على حالته القاسية يبدأ بأن يكون عنده خوف بلا محبة، ثم ينضج فتختلط مشاعر الخوف والمحبة. وكلما تكمل المحبة يخرج الخوف. الخوف الذى يقصده الرسول هنا هو الخوف من العقاب فى جهنم، وهذا هو خوف المبتدئين، أما الأبرار فهم يخافون الله إذ يهابونه، بل الملائكة تهاب الله. الخوف المقدس هو أننا نخاف أن نسىء لله المحب. ومن يحب الله حقيقة لن يعود يخاف ممن يحبه وقد شعر بمحبته ولن يخاف حتى من الأعداء فى هذا العالم ولا من مصادمات الحياة وإحتمالات المجهول، لأنه سيترك كل هذا للمسيح ويسلك فى سلام وشركة مع المسيح.
لأن الخوف له عذاب = الخوف من عقاب جهنم والدينونة، وهذا لا يتفق مع أفراح المحبة، فمحبة الله تملأ القلب فرحاً وسلاماً.
وحقاً من يحب الله لن يشعر بهذا الخوف الذى له عذاب، بل سيكون عنده خوف مقدس، يجعله يخاف أن يعمل الخطأ لئلأ يحزن قلب الله فينفصل عنه فالنفس الخالية تماماً من الخوف هى نفس مستهترة، لم تنفتح أعينها على الله، لذلك يقول بولس الرسول "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (فى 12:2) ويقول داود النبى "خوف الرب نقى ثابت إلى الأبد" (مز9:19). وهذا النوع من الخوف ليس له عذاب.
أية 19:- نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.
نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً = وفى ترجمات أخرى "نحن نحب لأنه. . . " أى نحن نحب الله والإخوة لأن الله سبق وأحبنا أولاً، بل ونحن بعد فى خطايانا، فأى فضل لنا. . علينا أن نرد له هذه المحبة له ولأولاده. هو بدأ وأحبنا وفدانا وأعطانا حياته نحيا بها فى محبة له وللآخرين، ومن يبدأ يشعر بمحبته يسهل عليه حب الآخرين.
أية 20:- إِنْ قَالَ أَحَدٌ: "إِنِّي أُحِبُّ اللهَ" وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟
محبة الإخوة هى الدليل الصادق على محبتنا لله، فيستحيل أن نقتنى محبة الله ونحن لا نحب إخوتنا الذين نراهم فتتحرك أحشاءنا بالمحبة لهم. فالتعلق بالشىء المنظور أقوى وأسهل من التعلق والمحبة بالشىء غير المنظور.
أية 21:- وَلَنَا هَذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً.
ولنا هذه الوصية منه =
تحب الرب إلهك من كل قلبك. (تث5:6)
تحب قريبك كنفسك. (لا18:19)
تحب الرب إلهك من كل قلبك... وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب أجبت. إفعل هذا فتحيا (لو10: 25-28)
إن أحبنى أحد يحفظ كلامى. (يو23:14)
والسيد المسيح إعتبر أن الوصية العظمى فى الناموس"تحب الرب إلهك من كل قلبك... وتحب قريبك كنفسك". (مت22: 35-40)
أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا. (يو13: 35، 34)
إذاً الناموس يوصينا بأن نحب الله ونحب القريب، والسيد المسيح إعتبر أن هاتين الوصيتين هما الأعظم، وهما ملخص الناموس. والسيد أوصى بأن نحب بعضنا بعضاً. إذاً وصية المحبة هى وصيته. وهو أيضاً قال إن من يحبه يحفظ وصاياه. إذاً نستنتج ما قاله الرسول هنا من يحب الله يحب أخاه أيضاً إذاً فمحبة القريب هى أساس الوصايا. ولا يكفى حفظ كل الوصايا دون حفظ هذه الوصية.

Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 125
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

http://marygergs.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى