margergs.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الخامس (2)

اذهب الى الأسفل

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الخامس (2) Empty تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الخامس (2)

مُساهمة  Admin الثلاثاء يونيو 24, 2008 11:17 am

أية 12 :-. مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاة

من له الإبن فله الحياة = هذه الحياة الأبدية هى حياة الإبن فينا "لى الحياة هى المسيح" (فى21:1)+ "المسيح يحيا فى" (غل20:2). ومن له الإبن أى من يثبت فى الإبن ويملك الإبن عليه، فيكون الإبن هو حياته. ومن هو متحد بالإبن، وهذا بدأ بالمعمودية، وعلينا أن نحرص على هذا الثبات "إثبتوا فى وأنا فيكم" (يو4:15). وهى حياة ابدية لأن المسيح الذى يحيا فينا هو أبدى، لذلك ستكون نهاية هذه الحياة مجد أبدى هناك.



أية 13 :- كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ

تؤمنوا بإسم إبن الله = الإسم يعبر عن الشخصية، فإسم إبن الله هو تعبير عن كامل شخصيته وجبروته ومحبته التى وصلت للفداء. وراجع (أع12:4) "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس إسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص" وراجع ايضاً (يو36:3) ولاحظ قوله أنتم المؤمنين ثم يقول لهم أن تؤمنوا. لذلك فقوله تؤمنوا تعنى تثقوا. وهذا يتفق مع أية (14).



اية 14 :-. وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا

طلب فى الأية السابقة أن يكون لنا ثقة فى الله، وهنا نجد دلالات هذه الثقة. أنه إن طلبنا شيئاً يستجيب لنا = وهذه هى الثقة التى لنا عنده ولكن هناك شروط للإستجابة أى لإستجابة الصلاة وهى أن تكون :-

1. حسب مشيئته = الصلاة ليست أداة لإقناع الله بأن يغير تفكيره، بل من يصلى متجاوباً مع روح الله، يعلمه الروح القدس ماذا يطلب، أى أن الصلاة هى إستكشافاً لمشيئة الله. فالإنسان قد يبدأ الصلاة بإصرار على الحصول على شئ معين قائلاً... أريد يارب كذا وكذا... ولو خضع لصوت الروح القدس داخله، الذى يقنعه ربما بأن هذا الشئ ليس فى صالحه، نجد هذا الشخص ينهى صلاته قائلاً " لتكن مشيئتك " " وليكن ليس حسب إرادتى بل حسب إرادتك "، وهكذا صلى المسيح فى بستان جثسيمانى. فالروح القدس يعطى للذى يصلى بطريقة صحيحة أن يسلم إرادته كاملاً لله، بل أن تتفق إرادته مع إرادة الله، فيطلب بحسب مشيئة الله. وهذا نسميه شفاعة الروح القدس (رو26:8، 27) فإذا كنت مسلماً الأمر تماماً لله، فأنا مقبول أمام الله، أما لوكنت فى حالة تذمر، فأنا غير مقبول أمام الله، وهذا مايقوم به الروح القدس أنه يقنعنى فى الصلاة أن أسلم الأمر بالكامل لله (أر7:20). وقد نصلى ضد مصلحتنا، ولذلك لا يستجيب الله، كما صلى بولس الرسول ثلاث مرات ليشفى والله لم يستجب لأنه خاف عليه من الكبرياء وبالتالى من الضياع (2كو7:12-9).

ومشيئة الله هى خلاص نفوسنا، فكل من يطلب طلباً به يخلص يعطيه له الله. ونلاحظ أن السيد المسيح علمنا فى الصلاة الربانية أن نقول "لتكن مشيئتك". ولكن للأسف يكون لسان حالنا كثيراً ونحن نصليها أن يكون فى قلوبنا... لتكن مشيئتك إن كانت حسب مشيئتنا، لذلك نشتكى إن لم يستجب الله ونتذمر ونقول "الله لا يسمعنا. لذلك يقول بولس الرسول" لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما ينبغى (رو26:8). ولكن الروح يعطينا إقناع (= يشفع فينا) بما نطلبه وبما يتفق مع مشيئة الله. ويمكن أن نقول أن الله يستجيب دائماً، ونقولها بثقة ولكن هناك 3 حالات لهذه الإستجابة:

أ‌. أن يستجيب فوراً.

ب‌. أن يستجيب بعد فترة أى فى ملء الزمان حينما يكون الزمان مناسباً والظروف مناسبة.

ت‌. أن لا يستجيب إن كان الطلب ضد خلاص نفوسنا.

2. من شروط إستجابة الصلاة أن تكون بإيمان (مر24:11). فلا يقبل أن أطلب شيئاً من الله وأنا أشك أن الله قادر على الإستجابة أو أكون فى حالة شك فى محبته، وأنه فى محبته لابد وسيستجيب.

3. أن تكون الصلاة بإسم يسوع (يو14:14) لذلك ننهى الصلاة الربانية قائلين "بالمسيح يسوع ربنا".

4. أن نكون ثابتين فى المسيح (يو7:15) وذلك بحفظ وصاياه (1يو22:3، 23).

5. أن نغفر لمن يسئ إلينا (مر25:11).

6. أن لا نطلب طلبة لا تتفق مع إسم المسيح، أى تكون الغاية من الصلاة إشباع شهواتنا ورغباتنا(يع3:4).

7. بل كلما يرتقى إنسان فى علامته مع الله لا يطلب سوى مجد الله، ولا يطلب ما لنفسه بقدر ما يطلب عن الآخرين. (يع16:5).



أية 15 :- وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلْبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ

من يصلى لدرجة أنه يصلى بحسب مشيئة الله، أى خاضعاً تماماً لصوت الروح القدس داخله. لابد أن تكون له هذه الثقة أن الله سيستجيب.



أية 16 :- إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هَذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ

خطية للموت =الموضوع ليس فى نوعية الخطية، بل فى العناد والإصرار على إرتكاب الخطية. فحتى خطايا الزنا أو القتل لها غفران لو إستجاب الإنسان للروح القدس ولم يقاوم وقدم توبة. والله لا يتدخل فى حرية أحد بل هو يحاول أن يقنعه أن يترك الخطية، ولكن إن رفض وعاند يتركه. فحرية الإنسان هى التى تحدد هل الخطية للموت أم لا.

والإنسان حينما يفعل الخطية لأول مرة يبكته الروح القدس، ولكن إن قاوم وعاند يعتاد عليها ولا يسمع لصوت الروح القدس، بل يبدأ يتلذذ بالخطية بل يفتخر بها (وهذا مايمكن أن نسمية التجديف على الروح القدس). فالقلب قد تقسى تماماً رافضاً التوبة أو الإستجابة للروح القدس. ولمثل هذا الإنسان، مهما صلينا فلا فائدة فهو لن يتوب. هذه إذاً خطية للموت.

يخطئ ليس للموت = اى خطايا الضعف البشرى نظراً لوجودنا فى الجسد. لكنه يجاهد ويريد أن يتغير ويرضى الله. هذا نطلب له الغفران ونصلى له. ولعل هذا إشارة لسر التوبة والإعتراف وصلاة التحليل.

يطلب فيعطيه حياة = أى غفران يؤدى للحياة الأبدية.

ونفهم من كلمات الرسول أن خطايا الموت هى:

1. الإصرار على إنكار المسيح والهرطقة وإفساد المؤمنين.

2. المصرون على خطايا الكراهية والبغضة. وخطايا إنكار المسيح ورفضه اشار لها بولس الرسول فى (عب6) فهؤلاء الذين أنكروا المسيح هم الأرض المعرضة للحريق. هؤلاء لا تستطيع لهم الكنيسة أن تفعل أى شئ بل تتركهم ولا تصلى لأجلهم. لا تصلى لغفران خطاياهم، بل تصلى لهدايتهم وإبعاد أذيتهم عن الكنيسة.

ونرى أن قساوة القلب ومهاجمة ومقاومة الكنيسة هى خطايا موت لذلك لم يصلى بولس الرسول لإسكندر النحاس، (2تى14:4، 15). والسيد المسيح لم يصلى عن كل العالم بل من أعطاهم له الآب أى المؤمنين (يو9:17) والكنيسة لا تصلى عن المنتحرين لأنهم أصروا على يأسهم حتى النهاية.



أية 17 :- كُلُّ إِثْمٍ هُوَ خَطِيَّةٌ، وَتُوجَدُ خَطِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ

كلمة إثم فى اليونانية تعنى إعتداء الإنسان على حق الغير. وكلمة خطية = تعنى مخالفة إرادة الله ووصاياه. فكل إعتداء على حق الغير هو خطية لأنها تخالف إرادة الله. وكل إنحراف عن المحبة الكاملة لله وللإخوة هو خطية. لذلك لا يجب أن تؤخذ الخطية على محمل الخفة.



أية 18 :- نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّه

كل من ولد من الله لا يخطئ = سبق شرحها فى إصحاح (3) وفى المقدمة. لكن الرسول يقول هذا هنا بعد أية (16) ليكون المعنى أن كل من ولد من الله لن يكون قاسى القلب معاند رافض للتوبة يخطئ خطية الموت، إن سقط يقوم سريعاً ويتوب. ولكن الرسول يطلب من أولاد الله أن كل واحد يحفظ نفسه والشرير لا يمسه = أى لا يستطيع أن يجرى معه إتصالاً من أى نوع. وراجع قصة القديسة يوستينة فى تاريخ الكنيسة، فهذه القديسة حاول الشياطين التى كان يرسلها الكاهن الوثنى أن تدخل بيتها لغوايتها، فلم تستطيع الشياطين دخول بيتها لأنها كانت تصلى. فمن هو ثابت فى أبيه لا يقدر عليه الشيطان، ولكن فى اللحظة التى فيها ينسى بنوته لله وينحرف قليلاُ عن أبيه يسقط. لذلك يطلب الرسول هنا من كل مولود من الله أن يحفظ نفسه أى يحاول أن يظل دائماً ملتصقاً بالله.

ويكون معنى الأية : كل من ولد من الله لا يخطئ (خطية للموت). بل المولود من الله يحفظ نفسه (يجاهد) والشرير لا يمسه (فالذى فينا كأولاد لله أعظم). هذه الأية أتت هنا بعد أن قال أن هناك خطية للموت حتى لا يرتعب السامعين، فهو هنا يعطى طمأنينة أن كل من يريد الثبات ويجاهد، لا سلطان للشيطان عليه ولن يمسه. هذه الطمأنينة لمن تحرك قلبه وخاف، أما القلب القاسى فلن يحركه تخويف ولن يطمئنه كلام الرسول هنا.



أية 19 :- نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ

نحن من الله = مولودين منه. والعالم كله = ليس كل الناس بل الذين أحبوا العالم وتعلقوا به. قد وضع فى الشرير = أى تحت سلطان الشيطان الشرير. فكما يعيش أولاد الله فى دائرة قوة الله فتحفظهم، يعيش أولاد العالم فى دائرة قوة الشرير وإغرائه. فالشيطان يزيف كل ما هو حق ويغوى اتباعه ويضللهم فيسقطوا فيستبعدهم. وكيف يضلل الشيطان اتباعه ؟ بأن يصور لهم العالم والخطية أنها متعة ولذة وهدف يسعون وراءه.



أية 20 :- وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة

فى الأية السابقة رأينا العالم قد وضع فى الشرير، والشيطان يضلل الناس، ولكن ما موقفنا نحن أولاد الله = أعطانا بصيرة لنعرف الحق = الله أعطى أولاده بصيرة بها يدركون تفاهة العالم (جا2:1 + فى8:3). وأيضاً يعطيهم بصيرة فتنفتح عيونهم ويدركون الأمجاد المعدة لهم فى السماويات (1كو9:2- 12). ومن هذه الأيات الأخيرة من كورنثوس نفهم أن هذه البصيرة تكون بالروح القدس المعطى لنا. والحق فى هذه الأية فى مقابل العالم فى أية (19). فالعالم هو الباطل (جا2:1). ونحن تكون لنا هذه البصيرة إن ثبتنا فى المسيح = ونحن فى الحق (ندرك الحق ونميز بينه وبين الباطل) فى إبنه يسوع المسيح = فالمسيح هو الحق (يو6:14). وثباتنا فى المسيح يملأنا من الروح القدس، روح الحق، والذى يرشد للحق (يو13:16). فثباتنا فى المسيح هو ثبات لنا فى الحق. وثباتنا فى المسيح يأتى عن طريق حفظ وصاياه. يعطينا الإمتلاء من الروح الذى يفتح بصيرتنا فنعرف المسيح وعمله ومحبته وما أعطاه لنا، وما أعده لنا فى السماء، وهذا يجعلنا نحتقر العالم الباطل. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية = بدأ الرسول رسالته بأن المسيح هو كلمة الحياة وبظهوره أظهرت الحياة (1يو1:1، 2). وهنا يسميه الحياة الأبدية. وبهذا تتفق بداية الرسالة ونهايتها. وبهذا يلخص الرسول رسالته فى أن إبن الله قد أتى إلى العالم وأعطانا معرفة الإله الحق الذى لا يعرفه عبدة الأوثان ولا الهراطقة. وأعطانا أن نكون فيه بالإيمان. ومن يؤمن به تكون له حياة ابدية، ويحيا فى محبة، ويغلب العالم فلا ينجذب لشهواته. فالمؤمن يفتح الله بصيرته فيعرف أن الرب يسوع هو كل الحق ويشبع به مؤمناً أنه مصدر حياته، فيثبت فيه بأن يطيع وصاياه ولا يريد أن يفارقه.



أية 21 :- أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. آمِينَ.

إحفظوا أنفسكم من الأصنام. أيها الأولاد = أى لا يليق كأولاد لله أن تتعلقوا بالأصنام فأولاد الله لا يعطون قلوبهم لأحد سوى الله الذى فداهم وأعطاهم حياة أبدية. وقوله إحفظوا أنفسكم يعنى لا تقبلوا شيئاً أو أحداً يحتل مكان الله فى قلوبكم.

ولكن ماهى الأصنام ؟ قد تكون الأوثان التى عبدها قديماً عباد الأوثان. ولكن تكرار بولس الرسول أن الطمع عبادة أوثان (أف5:5 + كو5:3) تجعلنا نمتد فى فهمنا للأصنام بأنها تكون الطمع أو شهوة الزنا أو الملذات المختلفة والمال والذات. أى يجب أن لا نضع شيئاً فى قلوبنا غير الله، ويكون الله فقط هو كل شئ فى حياتى.

فالأصنام عموماً هى أدوات عبادة الشيطان. والشيطان عرض على السيد المسيح كل ما فى العالم من ممالك على أن يسجد له.

Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 125
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

http://marygergs.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى