margergs.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الأول (1)

اذهب الى الأسفل

تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الأول (1) Empty تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الأول (1)

مُساهمة  Admin الثلاثاء يونيو 24, 2008 11:41 am

الإصحاح الأول



آية 1:- بطرس رسول يسوع المسيح الى المتغربين من شتات بنتس و غلاطية و كبدوكية و اسيا و بيثينية المختارين.

بطرس = هو الإسم الذى دعاه به الرب (يو42:1) ويسمى بالسريانية صفا أو كيفا ومعناه الصخرة، إشارة للإيمان الذى نطق به (مت18،16:16).

رسول يسوع المسيح = هو أحد الإثنى عشر وليس رئيسا عليهم.

إلى المتغربين = هذا يتناسب مع روح الرسالة إذ هى موجهة إلى أناس متألمين وهى دعوة لهم لأن يشعروا أنهم غرباء عن هذا العالم فيشتاقوا لموطنهم الحقيقى، أورشليم السماوية وليس أورشليم الأرضية، والتى بدأ منها إضطهاد المسيحيين ولاحظ أن التعلق بالسماويات هو أساس لإحتمال الآلام بصبر والرسالة موجهة لليهود الذين آمنوا بالمسيح فإضطهدوا فتشتتوا، ثم إنضم إليهم الأمم الذين آمنوا.

بنتس غلاطية كبدوكية...= وهذه مرتبة من الشرق إلى الغرب. إذا هو يكتب من مكان ما بالشرق، وليس من روما التى تقع فى غرب آسيا الصغرى.

آسيا = هى مقاطعة فى آسيا الصغرى (تركيا حاليا).

المختارين = على الصليب فتح الإبن يديه معلنا دعوة الآب لكل البشرية. فالله يريد أن الجميع يخلصون (1تى4:2). والله يدعو وكل إنسان حر فى أن يقبل أو يرفض.

"يا أورشليم... كم مرة أردت....... ولم تريدوا" (مت37:23) والآب بسابق علمه يعرف الذين يتبعونه ويتجاوبون مع دعوته (رو29:8). والمختارين إسم أطلقه الرسل على كل المؤمنين وليس معنى هذا أن كلهم يثبتون إلى النهاية فى الإيمان، فالله لا يحرم الإنسان من حريته. ولكن كلمة المختارين تشير إلى أن البداية هى من الله، والفضل هو لله فى إيمانى، إذا لماذا الإنتفاخ؟



آية 2:- بمقتضى علم الله الاب السابق في تقديس الروح للطاعة و رش دم يسوع المسيح لتكثر لكم النعمة و السلام.

سبق وقال أنهم مختارين، واليهود فهموا أن الله إختارهم كشعب مختار متعصبا لجنسهم ولغتهم وبلادهم، ولكن الرسول يبين هنا أساس إختيار الله لشعبه المسيحى.

1- بمقتضى علم الله السابق = مما سبق نرى أن الله يدعو ولكن ليس الكل يوافق ولكن الإختيار ليس عشوائيا، بل الله يختار من بسابق معرفته يعرف أنه سيتجاوب مع دعوته (رو28:8-30) فعلم الله غير إرادة الله.

2- تقديس الروح للطاعة = تأثير الروح القدس الذى حل علينا بالميرون هو تبكيت النفس على خطاياها، وإقناعها بترك محبة العالم، بل هو يعطى قوة نميت بها شهوة الجسد الخاطئة ونطيع وصايا الله، فتتقدس أى نتخصص ونتكرس لله (يو8:16) + (أر7:20) + (رو26،13:8) هذا إذا هو عمل الروح القدس أن يقدسنا أى يخصصنا لطاعة من إختارنا أى الآب. بل أن الروح يسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5:5) ومن يحب الله يطيع وصاياه (يو23،21:14).

3- ورش دم يسوع المسيح = بهذه نرى عمل الثالوث فى خلاصنا. فالآب يختار ويدعو والروح يقدس للطاعة والإبن يطهر بدمه. ونلاحظ أن أفضل طاعة لا قيمة لها بدون دم المسيح. وكلمة رش دم = مقتبسة من العهد القديم (لا4:14-7) + (مز7:51) حيث كانوا يتطهرون برش دم الذبائح. ورش الدم هو للتطهير، فبدم المسيح نتطهر وتغفر لنا خطايانا (1يو7:1) + (رؤ14:7) ولكن لا يكفى التطهير، بل علينا أن نطيع الروح القدس لنتقدس، على أننا طالما كنا فى الجسد فنحن معرضين لأن نخطىء بسبب ضعف جسدنا لذلك فدم المسيح يطهرنا من كل خطية، هذا إن كنا نطيع الروح القدس. والروح القدس هو العامل فى أسرار الكنيسة التى تثبتنا فى جسد المسيح. فبالإعتراف الله أمين وعادل، هو يغفر خطايانا (1يو9:1) + (يع16:5) + (يو23،22:20). والتناول يعطى لغفران الخطايا. ومن يأكل جسد إبن الإنسان ويشرب دمه يكون له حياة أبدية ويثبت فى المسيح والمسيح يثبت فيه (يو48:6-58) + (مت 26:26-28).

لتكثر لكم النعمة والسلام = لا سلام بدون نعمة. ولقد إختار الرسول كلمة يونانية (نعمة) وكلمة عبرية (سلام) فالرسالة موجهة لليهود والأمم. والسلام الذى يطلبه لهم الرسول يملأهم حتى وسط آلامهم.



آية 3:- مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات.

مبارك الله = كلمة مبارك هى تسبحة لله الذى قدم لنا برحمته خلاصا عجيبا نحن غير المستحقين.

ولدنا ثانية = أعطانا بالميلاد الثانى أى المعمودية أن نكون خليقة جديدة (2كو17:5) والإبن له ميراث (رو17:8). وبالطبيعة الجديدة ندرك الله ونعرفه فنحبه.

وبمحبة الله هذه وإدراكنا للميراث المعد لنا كبنين نحتمل أى ألم بفرح.

لرجاء حى = رجاء يفيض فينا بحياة روحية حقيقية، وهو أيضا رجاء فى حياة أبدية. هو رجاء حى قوى مؤسس على قيامة المسيح، فى مقابل الرجاء فى العالم الذى كثيرا ما يخيب الظنون والأمال، بل هو رجاء فى عالم محكوم عليه بالموت والفناء فهو رجاء ميت. وما أعطانا هذا الرجاء الحى هو قيامة المسيح = بقيامة يسوع المسيح = وهذه القيامة للمسيح أعطتنا أن تكون لنا قيامة وحياة مثله، وأنه سيكون لنا نصيبا فى عالم آخر ذهب إليه المسيح قبلنا ليعده لنا (يو1:14-3).



آية 4:- لميراث لا يفنى و لا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم.

لميراث = المولود من الجسد ينتظر ميراثا ماديا، والمولود من الروح يتعلق قلبه بميراث روحي (رو17:8). ونلاحظ أن الطفل لا يدرك شيئا عن ميراث آبائه المعد له، وهكذا نحن لا ندرك عظمة الميراث المعد لنا فهو لا يخطر على بال إنسان (1كو9:2) ولذلك نجد الرسول هنا لا يعطى مواصفات لهذا الميراث، بل يتكلم عنه من الجانب السلبي فهو ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل.

لا يفنى = أى ليس قابلا للزوال، عكس ميراث إسرائيل الأرضي الذى طالما ضاع منهم.

لا يتدنس = كما دنس البابليون واليونان والرومان هيكل اليهود، أما ميراثنا السماوي فلن يدخله عدو يدنسه فهو محروس بسور إلهى وعلى أبوابه ملائكة (رؤ12:21).

لا يضمحل = لا يزول جماله ولا يفقد بهاؤه، أما كل جمال أرضى فهو كإكليل زهور لابد أن يذبل (يع11،10:1).

محفوظ فى السموات لأجلكم = هو موضوع عناية الله وحراسته، ونحن بالصبر والجهاد نسعى نحوه.



آية 5:- انتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.

علينا أن نجاهد ولكن باطمئنان أن قوة الله تحرسنا حتى لا يضيع منا هذا الميراث المعد لنا. فالعلة الأولى لحفظ المؤمن المسيحي هى قوة الله (يو11:17).

والوسيلة لهذا هى الإيمان = بإيمان فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب6:11) والله الذى حفظ الكنيسة رغم كل الإضطهادات قادر أن يحفظنا ويحفظ كل نفس متكلة عليه من الخطايا المحيطة بنا، فقوة الله التى أقامت المسيح قادرة أن تقيم أضعف مؤمن (اف20،19:1). وقوة الله تعمل بإيماننا. فعدم الإيمان يعطل عمل الله "ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم" (مت58:13).

تطلع إلى يسوع إذا هوجمت من تجربة وقل له أنا أثق فى قوتك ولا تتطلع إلى ضعفك أو قوة أعدائك، فبطرس غرق فى الماء إذ نظر إلى شدة الريح ولم ينظر إلى قوة يسوع (مت30:14). فإنها لخطية شنيعة أن يظن أحد أن القدير غير قادر على حمايته، وأيضا هو جهل وخطية أن نظن أننا نحن الذين نحمى أنفسنا.

لخلاص مستعد أن يعلن فى الزمان الأخير = فالمسيح بدأ أعمله الخلاصى بالصليب والروح يعيننا الآن حتى نكمل، ولكن عمل الخلاص ينتهى بحصولنا على الجسد الممجد ودخولنا إلى الميراث الأبدى. ولكن كيف نكون محروسين؟

1. برجوعنا وتوبتنا المستمرة.

2. الإتكال الكامل على المسيح وعدم الشك فيه ولا فى قدرته.

3. رفض كل إغراءات إبليس والهروب من كل أماكن الشر.

4. الإهتمام بتنفيذ وصايا الله والسهر الدائم على تنفيذ مرضاته.

5. الشركة مع الله فى صلاة دائمة بهذا نكون كمن فى حصن.



آية 6:- الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة.

الذى به تبتهجون = أى الخلاص (آية 5) فالخلاص ليس معناه غفران خطايانا، وليس معناه أننا سنرث فى الأبدية ملكوت السموات، بل الخلاص يعمل فينا الآن ونحن على الأرض بأننا ولدنا من الله وصرنا خليقة جديدة (2كو17:5) هذه الخليقة الجديدة لا سلطان للخطية عليها (رو14:6). وهذه الخليقة الجديدة مملوءة بالروح ومن ثماره الفرح (غل23،22:5). لذلك نجد أولاد الله مملوئين بهجة، والبهجة التى يعطيها الله لأولاده هنا على الأرض هى عربون ما سيحصل عليه فى الأبدية من أفراح ابدية. وكلمة تبتهجون التى إستعملت هنا فى اللغة اليونانية الأصلية تشير لشدة الفرح. ونلاحظ أن أحلى مزامير داود قيلت وسط الآلام، وكانت مواكب الشهداء تدخل لساحات الإستشهاد بالترانيم وسط فرح عجيب، لذلك نفهم أن سمة الفرح الذى يعطيه الله للمؤمنين أنه لا ينتزع منهم وسط الآلام ولا بسبب أى ضيقة (يو22:16).

إن كان يجب تحزنون = قوله يجب يشير لأن التجربة لها هدف وقصد معين، فهى تطهر وتنقى المؤمن من أى شوائب. فالنيران (آية 7) هى نيران مطهرة، والله لا يلقى أحد فى تجربة إن لم يكن قادرا على إحتمالها (1كو13:10). بل أن الله يظهر وسط الضيقة مساندا للمتألم (كما حدث مع الثلاثة فتية فى أتون النار) ووجود الله وسط الضيقة يعطى تعزية عجيبة للمتألم. هنا نرى شركة الصليب إذ نحمل صليبنا مع المسيح المصلوب، ونرى شركة الفرح مع المسيح الذى يحمل معنا صليبنا.

يسيرا = زمن العمر كله مهما كان طويلا فهو زمن قصير نسبيا (2كو17:4).

بتجارب متنوعة = تشير لتعدد أشكال التجارب، وإستخدمت كلمة متنوعة ثانية فى (10:4) لوصف نعمة الله، فبنعمة الله فقط نستطيع أن نواجه التجارب.



آية 7:- لكي تكون تزكية ايمانكم و هي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح و الكرامة و المجد عند استعلان يسوع المسيح.

تزكية إيمانكم = إيماننا يولد وينمو (لو5:17) + (2تس3:1). وحتى ينمو ينقيه الله من شوائبه بأنه يسمح ببعض التجارب. وهذا ما يحدث مع الذهب الذى يمر فى النار ليطهر مما هو زغل وغش فيظهر المعدن الحقيقى للذهب. وهدف التجارب هو غربلة إيماننا ليتبقى منه ما هو صحيح، ولينمو إيماننا ويصير إيمانا صادقا. وإن كان الذهب ثمينا إلا أنه فإن بعكس إيماننا الذى سيزكينا للمجد. الإيمان لوكان قويا صحيحا فهذا سيعود على صاحبه بالمجد عند إستعلان يسوع المسيح أى ظهوره. وكلمة تزكية جاءت فى الترجمة الإنجليزية Genuineness أى حقيقى وغير زائف. وكلمة تزكية فى العبرية تعنى أن يشهد إنسان لآخر بالكفاءة والنزاهة ليستحق عمل ما مثلا. وبإضافة المعنى الإنجليزى للمعنى العربى تتضح الصورة، فالله يسمح لنا ببعض التجارب لنتنقى فنتزكى أى نصبح مستحقين للمجد السمائى.

توجد للمدح والكرامة = المدح والكرامة هى أجر من إحتمل التجربة وتنقى إيمانه.

والمجد = إذ نرى الله (1يو2:3) نعكس مجده. ولن نراه فقط بل نتحد به.

وإذ نعكس مجده سيكون لنا جسد ممجد، وإذ نعكس نوره سيكون لنا جسد نورانى.



آية 8:- ذلك و ان لم تروه تحبونه ذلك و ان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به و مجيد.

لعل بطرس كان فى ذهنه وهو يكتب هذه الآية قول السيد " طوبى لمن آمن ولم يرى. ورؤية المسيح بالجسد لها تأثير أضعف من الرؤية بالروح القدس أى التى يعطيها لنا الروح القدس بالإيمان، فكثيرون من الذين رأوا المسيح بالجسد شاركوا فى صلبه. ونفهم من الآية أن الإيمان هو مدخل لكل شىء ولكل بركة إلهية، "فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب6:11). وبالإيمان تنفتح أعيننا ونعرف المسيح معرفة حقيقية، وإذ نعرفه نحبه، والمحبة هى طريق الفرح، فنفرح فرحا عجيبا = فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد. ففى معرفة المسيح حياة (يو3:17).

ونلاحظ فى هذه الآية إرتباط الإيمان بالمحبة والإبتهاج. فكلما ينمو إيماننا تزداد محبتنا فيزداد إبتهاجنا. وشروط نمو الإيمان :-

1. نزع كل ما لا يتفق وقداسة الله من داخل قلوبنا.

2. التأمل بهدوء فى مواعيد الله فى الكتاب المقدس. والتأمل فى أعمال محبة الله لنا.

3. طاعة كل وصية نعرفها ولو بالتغصب، وهذا ما يسمى بالجهاد.

4. بذل أنفسنا فى أعمال محبة ولو بالتغصب، وهذا ما يسمى بالجهاد.

5. عدم التذمر فى الضيقات، فالله يسمح بها فى محبته لنا لزيادة ونمو إيماننا.



آية9:- نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس.

هدف إيماننا هو خلاص نفوسنا كما أجسادنا فى يوم الرب (رو23:8).

Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 125
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

http://marygergs.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى