سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(2)
صفحة 1 من اصل 1
سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(2)
تابع الإجابة علي سؤال في الإلحاد
قدم لي أحد الشبان هذا السؤال ، و أنا علي باب الكاتدرائية :
"يحاربني أحياناً فكر الإلحاد ، و أقاومه فيعود يشكوك كثيرة في وجود الله . فأرجو أن تساعدني علي تثبيت إيماني ، خوفاً من أن تتمكن الشكوك بإيماني ".
نظام الكون :
إنك إن رأيت كومة من الأحجار ملقاة في مكان ، ربما تقول إنها وجدت هناك بالصدفة . أما إن رأيت أحجاراً تصطف إلي جوار بعضها البعض ، و فوق بعضها البعض ، حتي تكون حجرات وصالات بينها أبواب و لها منافذ و شرفات ... فلا بد أن تقول : يقيناً هناك مهندس أو بناء وضع لها هذا النظام ...
هكذا الكون في نظامه ، لا بد من أن الله قد نظمه هكذا . حتي ان بعض الفلاسفة أطلقوا علي الله لقب ( المهندس الأعظم ) .
*و لنضرب المثل الأول بقوانين الفلك . و ذلك النظام العجيب الذي يربط بين الشموس الكواكب ، و الذي تخضع له النجوم في حركتها و في اتجاهاتها ، مع العدد الضخم من المجرات و الشهب ... الأرض تدور حول نفسها مرة كل يوم ، ينتج عنها النهار و الليل . و مرة كل عام حول الشمس ، تنتج عنها الفصول الأربعة ز و هذا النظام ثابت لا يتغير منذ اَلاف السنين ، أو منذ خلقت هذه الأجرام السمائية و وضعت لها قوانين الفلك التي تضبطها ... لهذا كان علم الفلك يدرس في كليات اللاهوت ، لأنه يثبت وجود الله ، و بالمثل كان يدرس علم الطب ، لنفس الغرض . نفس قانون الفلك نلاحظه في العلاقة بين القمر و الأرض ، التي تنتج عنها أوجه القمر بطريقة منتظمة من محاق إلي هلال إلي تربيع إلي بدر .. لكل هذا ما أجمل قول المرتل في المزمور :
" السموات تحدث بمجد الله ، و الفلك يخبر بعمل يديه " ( مز 19 : 10 ) .
ليس النظام الذي وضعه الله في الكون قاصراً علي السماء و ما فيها ، إنما أيضاً ما يختص بالحرارة وضغط الهواء و الرياح و الأمطار . و كل هذا يحدث في كل بلد بطريقة منتظمة متناسقة ، مع ما يتبعه من أنظمة الزراعة و النباتات .
بل ما أعجب ما وضعه الله من نظام في طبيعة النحلة و إنتاجها .
إنها مجرد حشرة . و لكنها تعمل في نظام ثابت و مدهش ، و كأنها في جيش منتظم ، سواء الملكة أو العمال ، و تنتج شهداً له فوائد كثير جداً ، و بخاصة نوع غذاء الملكات ذي القيمة الغذائية الهائلة الذي يصنعونه فيما يعرف باسم Royal Jelly و يبيعونه في الصيدليات . و ما أجمل ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي عن مملكة النحل :
مملكة مدبرة بأمرأة مؤمرة
تحمـل في العمـل و الصنـاع عبء السيـطرة
أعـجـب لـعمـال يولون علـيهم قيـــصرة
هذه النحلة في نظامها تثبت وجود الله . و شهدها الذي تنتجه – في عمق فوائده – يثبت هو أيضاً وجود الله . إثبات اَخر لوجود الله هو المعجزات .
المعجزات :
و المعجزات ليست ضد العقل . و لكنها مستوي فوق العقل .
و لكنها سميت معجزات ، لأن العقل البشري عجز عن إدراكها أو تفسيرها . و ليس لها إلا تفسير واحد و هو قدرة الله غير المحدودة . هذه التي قال عنها الكتاب " ز كل شئ مستطاع عند الله " ( مر 10 : 27 ) . و كذلك قول أيوب الصديق " علمت أنك تستطيع كل شئ و لا يعسر عليك أمر " ( أي 42 : 2 ) .
و المعجزات ليست قاصرة علي ما ورد في الكتاب المقدس ، و إنما هي موجود في حياتنا العملية ، و بخاصة من بعض القديسين .
إن لم يكن شئ من هذا قد مر عليك في حياتك أو في حياة بعض أقاربك أو معارفك ، فاقرأ عنه في الكتب التي سجلت بعض هذه المعجزات في أيامنا ، أو في حياة قديسين قد سبقونا مثل الأنبا ابرام أسقف الفيوم ، أو أنبا صرابامون أبو طرحة ، أو ما يتكرر حدوثه كثيراً في أعياد القديسين . فهذه الذكري تثبت الإيمان في قلبك ...
نقطة أخري في إثبات وجود الله و هي الإعتقاد العام .
الاعتقاد العام :
الإعتقاد بوجود الله موجود عند جميع الشعوب ، حتي عند الوثنيين : يؤمنون بالألوهية ، و لكن يخطئون من هو الله ...
بل وصل بهم الأمر إلي الإيمان بوجود آلهة كثيرين – و بعضهم اَمن بوجود إله لكل صفة يعرفها من صفات الألوهية – و عرفوا ايضاً الصلاة التي يقدمونها لله ن و ما يقدمونه من ذبائح و قرابين ...
و الإيمان بالله مغروس حتى في نفوس الأطفال .
فإن حدثت الطفل عن الله ، لا يقول لك من هو .و إن قلت له " لا تفعل هذا الأمر ، لكي لا يغضب الله عليك " ، لا يجادلك في هذا ... إنه بفطرته يؤمن بوجود الله ، و لا يهتز هذا الإيمان في قلبك أو في فكره ، إلا بشكوك تأتي إليه من الخارج : إما كمحاربات من الشيطان أو من أفكار الناس . و ذلك حينما يكبر و يدخل في سن الشك .
علي أن الإلحاد له أسباب كثيرة ليست كلها دينية .
ففي البلاد الشيوعية ، كان سبب الإلحاد هو التربية السياسية الخاطئة ، مع الضغط من جانب الحكومة ، و الخوف من جانب الشعب . فلما زال عامل الخوف بزوال الضغط السياسي دخل في الإيمان عشرات الملايين في روسيا و رومانيا و بولندا و غيرها ز أو أنهم أعلنوا إيمانهم الذي ما كانوا يصرحون به خوفاً من بطش حكوماتهم .
نوع من الإلحاد هو الإلحاد الماركسي . و قد وضعه بعض الكتاب بأنه كان رفضاً لله ، و ليس إنكاراً لوجود الله .
نتيجة لمشاكل إقتصادية ، و سبب الفقر الذي كان يرزح تحته كثيرون بينما يعيش الأغنياء في حياة الرفاهية و البذخ ، لذلك إعتقد هؤلاء الملحدون أن الله يعيش في برج عاجي لا يهتم بالآم الفقراء من الطبقة الكادحة !! فرفضوه و نادوا بأن الدين هو أفيون للشعوب يخدرهم حتي لا يشعروا بتعاسة حياتهم ...
نوع آخر من الإلحاد هو إلحاد الوجوديين الذين يريدون أن يتمتعوا بشهواتهم الخاطئة التي يمنعهم الله عنها .
و هكذا لسان حالهم يقول " من الخير أن يكون الله غير موجود ، لكي نوجد نحن " أي لكي نشعر بوجودنا في حقيق شهواتنا .. و هكذا سخروا من الصلاة الربانية بقولهم " أبانا الذي في السموات " . نعم ليبقي هو في السموات ، و يترك لنا الأرض ...
إذن ليس هو اعتقاداً مبنياً علي أسس سليمة .
إنما هو سعي وراء شهوات يريدون تحقيقها ...
قصة :
أخيراً أحب أن أقول لك قصة أختم بها هذا الحديث .
إجتمع مؤمن و ملحد . فقال الملحد للمؤمن : ماذا يكون شعورك لو اكتشفت بعد الموت أنه لا يوجد فردوس و نار ، و ثواب و عقاب ، بينما قد أتعبت نفسك عبثاً في صوم و صلاة و ضبط نفس
فأجاب المؤمن : أنا سوف لا أخسر شيئاً ، لأني أجد لذة في الحياة الروحية . و لكن ماذا يكون شعورك إن أكتشفت بعد الموت أنه يوجد ثواب و عقاب و فردوس و نار ..؟
أما أنت أيها الابن العزيز ، فلتثبت الرب إيمانك
قدم لي أحد الشبان هذا السؤال ، و أنا علي باب الكاتدرائية :
"يحاربني أحياناً فكر الإلحاد ، و أقاومه فيعود يشكوك كثيرة في وجود الله . فأرجو أن تساعدني علي تثبيت إيماني ، خوفاً من أن تتمكن الشكوك بإيماني ".
نظام الكون :
إنك إن رأيت كومة من الأحجار ملقاة في مكان ، ربما تقول إنها وجدت هناك بالصدفة . أما إن رأيت أحجاراً تصطف إلي جوار بعضها البعض ، و فوق بعضها البعض ، حتي تكون حجرات وصالات بينها أبواب و لها منافذ و شرفات ... فلا بد أن تقول : يقيناً هناك مهندس أو بناء وضع لها هذا النظام ...
هكذا الكون في نظامه ، لا بد من أن الله قد نظمه هكذا . حتي ان بعض الفلاسفة أطلقوا علي الله لقب ( المهندس الأعظم ) .
*و لنضرب المثل الأول بقوانين الفلك . و ذلك النظام العجيب الذي يربط بين الشموس الكواكب ، و الذي تخضع له النجوم في حركتها و في اتجاهاتها ، مع العدد الضخم من المجرات و الشهب ... الأرض تدور حول نفسها مرة كل يوم ، ينتج عنها النهار و الليل . و مرة كل عام حول الشمس ، تنتج عنها الفصول الأربعة ز و هذا النظام ثابت لا يتغير منذ اَلاف السنين ، أو منذ خلقت هذه الأجرام السمائية و وضعت لها قوانين الفلك التي تضبطها ... لهذا كان علم الفلك يدرس في كليات اللاهوت ، لأنه يثبت وجود الله ، و بالمثل كان يدرس علم الطب ، لنفس الغرض . نفس قانون الفلك نلاحظه في العلاقة بين القمر و الأرض ، التي تنتج عنها أوجه القمر بطريقة منتظمة من محاق إلي هلال إلي تربيع إلي بدر .. لكل هذا ما أجمل قول المرتل في المزمور :
" السموات تحدث بمجد الله ، و الفلك يخبر بعمل يديه " ( مز 19 : 10 ) .
ليس النظام الذي وضعه الله في الكون قاصراً علي السماء و ما فيها ، إنما أيضاً ما يختص بالحرارة وضغط الهواء و الرياح و الأمطار . و كل هذا يحدث في كل بلد بطريقة منتظمة متناسقة ، مع ما يتبعه من أنظمة الزراعة و النباتات .
بل ما أعجب ما وضعه الله من نظام في طبيعة النحلة و إنتاجها .
إنها مجرد حشرة . و لكنها تعمل في نظام ثابت و مدهش ، و كأنها في جيش منتظم ، سواء الملكة أو العمال ، و تنتج شهداً له فوائد كثير جداً ، و بخاصة نوع غذاء الملكات ذي القيمة الغذائية الهائلة الذي يصنعونه فيما يعرف باسم Royal Jelly و يبيعونه في الصيدليات . و ما أجمل ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي عن مملكة النحل :
مملكة مدبرة بأمرأة مؤمرة
تحمـل في العمـل و الصنـاع عبء السيـطرة
أعـجـب لـعمـال يولون علـيهم قيـــصرة
هذه النحلة في نظامها تثبت وجود الله . و شهدها الذي تنتجه – في عمق فوائده – يثبت هو أيضاً وجود الله . إثبات اَخر لوجود الله هو المعجزات .
المعجزات :
و المعجزات ليست ضد العقل . و لكنها مستوي فوق العقل .
و لكنها سميت معجزات ، لأن العقل البشري عجز عن إدراكها أو تفسيرها . و ليس لها إلا تفسير واحد و هو قدرة الله غير المحدودة . هذه التي قال عنها الكتاب " ز كل شئ مستطاع عند الله " ( مر 10 : 27 ) . و كذلك قول أيوب الصديق " علمت أنك تستطيع كل شئ و لا يعسر عليك أمر " ( أي 42 : 2 ) .
و المعجزات ليست قاصرة علي ما ورد في الكتاب المقدس ، و إنما هي موجود في حياتنا العملية ، و بخاصة من بعض القديسين .
إن لم يكن شئ من هذا قد مر عليك في حياتك أو في حياة بعض أقاربك أو معارفك ، فاقرأ عنه في الكتب التي سجلت بعض هذه المعجزات في أيامنا ، أو في حياة قديسين قد سبقونا مثل الأنبا ابرام أسقف الفيوم ، أو أنبا صرابامون أبو طرحة ، أو ما يتكرر حدوثه كثيراً في أعياد القديسين . فهذه الذكري تثبت الإيمان في قلبك ...
نقطة أخري في إثبات وجود الله و هي الإعتقاد العام .
الاعتقاد العام :
الإعتقاد بوجود الله موجود عند جميع الشعوب ، حتي عند الوثنيين : يؤمنون بالألوهية ، و لكن يخطئون من هو الله ...
بل وصل بهم الأمر إلي الإيمان بوجود آلهة كثيرين – و بعضهم اَمن بوجود إله لكل صفة يعرفها من صفات الألوهية – و عرفوا ايضاً الصلاة التي يقدمونها لله ن و ما يقدمونه من ذبائح و قرابين ...
و الإيمان بالله مغروس حتى في نفوس الأطفال .
فإن حدثت الطفل عن الله ، لا يقول لك من هو .و إن قلت له " لا تفعل هذا الأمر ، لكي لا يغضب الله عليك " ، لا يجادلك في هذا ... إنه بفطرته يؤمن بوجود الله ، و لا يهتز هذا الإيمان في قلبك أو في فكره ، إلا بشكوك تأتي إليه من الخارج : إما كمحاربات من الشيطان أو من أفكار الناس . و ذلك حينما يكبر و يدخل في سن الشك .
علي أن الإلحاد له أسباب كثيرة ليست كلها دينية .
ففي البلاد الشيوعية ، كان سبب الإلحاد هو التربية السياسية الخاطئة ، مع الضغط من جانب الحكومة ، و الخوف من جانب الشعب . فلما زال عامل الخوف بزوال الضغط السياسي دخل في الإيمان عشرات الملايين في روسيا و رومانيا و بولندا و غيرها ز أو أنهم أعلنوا إيمانهم الذي ما كانوا يصرحون به خوفاً من بطش حكوماتهم .
نوع من الإلحاد هو الإلحاد الماركسي . و قد وضعه بعض الكتاب بأنه كان رفضاً لله ، و ليس إنكاراً لوجود الله .
نتيجة لمشاكل إقتصادية ، و سبب الفقر الذي كان يرزح تحته كثيرون بينما يعيش الأغنياء في حياة الرفاهية و البذخ ، لذلك إعتقد هؤلاء الملحدون أن الله يعيش في برج عاجي لا يهتم بالآم الفقراء من الطبقة الكادحة !! فرفضوه و نادوا بأن الدين هو أفيون للشعوب يخدرهم حتي لا يشعروا بتعاسة حياتهم ...
نوع آخر من الإلحاد هو إلحاد الوجوديين الذين يريدون أن يتمتعوا بشهواتهم الخاطئة التي يمنعهم الله عنها .
و هكذا لسان حالهم يقول " من الخير أن يكون الله غير موجود ، لكي نوجد نحن " أي لكي نشعر بوجودنا في حقيق شهواتنا .. و هكذا سخروا من الصلاة الربانية بقولهم " أبانا الذي في السموات " . نعم ليبقي هو في السموات ، و يترك لنا الأرض ...
إذن ليس هو اعتقاداً مبنياً علي أسس سليمة .
إنما هو سعي وراء شهوات يريدون تحقيقها ...
قصة :
أخيراً أحب أن أقول لك قصة أختم بها هذا الحديث .
إجتمع مؤمن و ملحد . فقال الملحد للمؤمن : ماذا يكون شعورك لو اكتشفت بعد الموت أنه لا يوجد فردوس و نار ، و ثواب و عقاب ، بينما قد أتعبت نفسك عبثاً في صوم و صلاة و ضبط نفس
فأجاب المؤمن : أنا سوف لا أخسر شيئاً ، لأني أجد لذة في الحياة الروحية . و لكن ماذا يكون شعورك إن أكتشفت بعد الموت أنه يوجد ثواب و عقاب و فردوس و نار ..؟
أما أنت أيها الابن العزيز ، فلتثبت الرب إيمانك
مواضيع مماثلة
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(1)
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(3)
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(4)
» مقدمة عن العهد القديم ( الجزء الأول )
» أثناسيوس (بابا الإسكندرية) الجزء التاني
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(3)
» سنوات مع أسئلة الناس ( الجزء الأول )(4)
» مقدمة عن العهد القديم ( الجزء الأول )
» أثناسيوس (بابا الإسكندرية) الجزء التاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى