margergs.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الثانى (1)

اذهب الى الأسفل

تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الثانى (1) Empty تفسير رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الثانى (1)

مُساهمة  Admin الإثنين يونيو 23, 2008 11:09 pm

أية 1 :- يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.

يأولادى = تعتى فى أصلها اللغوى LITTLE CHILDREN أى يا أولادى الصغار. هى صيغة التصغير الدالة على التحبب. وهكذا كان المسيح يقول للتلاميذ يو 13 : 23. فيوحنا هنا يكتب كأب مهتم بأولاده بل يدللهم.

أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا = فى الإصحاح الأول قال لهم أن "دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية" 1 : 7. وهنا يقول لا تعتبروا هذا تصريحاً بالخطية. إذاً لا تستسهلوا الخطية، وإن أخطأ أحد فعليه أن لا يستمر طويلاً بل يقوم فوراً، بتوبة وإعتراف. فالرسول هنا يحذر من إساءة إستخدام عقيدة الخلاص بدم المسيح أى لنخطىء مادام دم المسيح سيكفر ويغفر. لا بل يجب أن نجاهد حتى لا نخطىء... ولكن من يستطيع أن لا يتعثر فى هذه الحياة، هنا يطمئننا حتى لا نيأس بأن المسيح شفيع لنا عند الآب.

شفيع = جاءت الكلمة فى اليونانية باراكليت وهى لها معنيان:

1. وسيط أو محام.

2. معزى. فإذا جاءت عن المسيح تترجم وسيط أو شفيع وإذا جاءت عن الروح القدس تترجم معزى.

يسوع = أى مخلص أتى فى محبته لكى يقدسنا ويبررنا ويخلصنا.

المسيح = أى ممسوح لأجل خلاصنا.

البار = فلو لم يكن باراً كيف يموت عن آخرين، لو كانت له خطية كان قد مات عن نفسه وليس عنا. إن الآب ينظر لنا فى شخص إبنه البار، وطالما نحن ثابتين فيه يرانا أبراراً. ونحن ثابتين فيه إن لم نخطىء أو لو قدمنا توبة سريعة حينما نخطىء. حينئذ المسيح يشفع فينا وتغفر خطيتنا. والخلاص ليس معناه فقط أن الدم يغفر، بل أن المسيح يعطى قوة نسلك بها فهو ليس وسيط سلبى، لذلك يقول بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً (1 يو 15 : 5) وبولس يقول " أستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى " (فى 4 : 13)

فلنا شفيع = لاحظ أن يوحنا وضع نفسه معنا، فلا يوجد من لا يخطى.

ونلاحظ أنه فى 1 : 3 الرسول يقول نخبركم به لكى يكون لكم شركة معنا

وفى 1 : 4 يكتب لكى يكون فرحكم كاملاً.

وهنا فى 2 : 1 يكتب حتى لا نخطىء.

ومن هذا نفهم أن الخطية تمزق الشركة وتقضى على الفرح.



أية 2 : - وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً.

كفارة لخطايانا = هو قدم نفسه ذبيحة كفارية فداء عنا ليغطى خطايانا (كفارة تعنى غطاء). وبهذا يعطينا مصالحة مع الله، لأن الله لا يعود يرى خطايانا بل يرى دم إبنه الذى يغطينا. بل لخطايا كل العالم = كل من يقبل إليه لا يخرجه خارجاً، فهو حمل الله الذى يرفع خطية العالم (يو 1 : 29).



أيات 3، 4 : - وَبِهَذَا نَعْرِسفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ.

بهذا نعرف أننا قد عرفناه = المعرفة ليست هى المعرفة السطحية، كما يعرف إنسان إنساناً آخر، بل هى الإتحاد بالمسيح، وأنه يعطينا حياته، وإذا إتحدنا به تصبح معرفتنا به معرفة من خلال الإتحاد وهى أقوى بما لا يقاس من المعرفة الخارجية. وبهذا نعرفه حقيقة ومن يعرفه بالتأكيد سيحبه، وعلامة الحب الأكيدة طاعة وصاياه. من يعرفه سيعرف أن المسيح قدم له كل شىء وهنا سيعرف أن دوره أن يحفظ وصاياه = إن حفظنا وصاياه وقارن مع (يو 14 : 15، 21، 23).

وتشديد الرسول على حفظ الوصايا فيه رد على الغنوسيين.

إن من يرى الوصية صعبة هو لم يحب. فالعيب ليس فى صعوبة الوصية بل فى عجز القلب عن أن يحب. لذلك فيوحنا الذى أحب المسيح يقول "وصاياه ليست ثقيلة" (ايو3:5).

ولكى نحب الله علينا أن نمتلىء من الروح القدس الذى يسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5:5). والروح القدس يعطىَ لمن يسأل (يو13:11) إذاً علينا أن نجاهد فى الصلاة والتسبيح (أف5: 18-21).



أية 5:- وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ:

تكملت محبة الله = هل محبة الله ناقصة لكى تكمل ؟ قطعاً لا فإن محبة الله كاملة. لكن ينقص أن يكون هناك من يتقبلها ويكون مستعداً لذلك. فمحطة إرسال التليفزيون تقوم بإرسال إشارات على موجات لاسلكية بصورة ممتازة، ولكن لكى يكمل العمل، لابد من وجود جهاز تليفزيون فى حالة جيدة لإستقبال هذه الموجات وتحويلها إلى صورة.

ومن هو الذى يستطيع أن تكمل محبة الله فيه؟ من حفظ كلمته لماذا؟ لأن حفظ الوصية يزيد ثباتنا فيه، وعدم حفظ الوصية هو ظلمة، ولا شركة للنور مع الظلمة. ومن يزداد ثباته فى المسيح سيعرفه بالأكثر وسيكتشف محبته، وتكمل فيه محبة الله (كجهاز تليفزيون ستظهر فيه صورة الله، والله محبة). وكلما إكتشفنا محبة الله تزداد رغبتنا فى حفظ وصاياه، وكلما حفظنا وصاياه نثبت فيه فتكمل فينا المحبة، فنزداد رغبة فى حفظ وصاياه... وهكذا إلى أن تكمل فينا محبة الله. وبهذا نعرف أننا فيه بأن المحبة تنمو والرغبة فى حفظ الوصايا تزداد.



أية 6:- مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً.

من قال أنه ثابت فيه = أى صارت له حياة المسيح، وله شركة ثابتة فيه ينبغى أنه كما سلك ذاك = كما سلك المسيح الذى أطاع حتى الموت، موت الصليب، وفى حياته أكمل كل بر، وأطاع الناموس، وكان بلا خطية (مت15:3) + (غل4:4).

هكذا يسلك هو أيضاً = علينا الإقتداء بالمسيح، أى لنسأل أنفسنا دائماً، ماذا كان المسيح يفعل لو كان مكانى. ولوتغصبت وسلكت كما سلك المسيح أزداد ثباتاً فيه، وهنا سيعطينى المسيح قوة لطاعة الوصية (يو4:15). إذاً لنغصب أنفسنا أن نطيع الوصايا ونحب الآخرين ونغفر لمن أساء إلينا، ولا نحب العالم وما فيه من شهوات... فنثبت فى المسيح.



أيات 8، 7:- أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. أَيْضاً وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ، أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ.

يوحنا هنا لم يفصح عن الوصية القديمة والجديدة فى وقت واحد ولكننا نفهم أنها وصية المحبة (1يو21:4). فهى قديمة إذ أن الإنسان يدركها منذ القديم، فالكتاب يتلخص فى حب الرب إلهك. . . وحب قريبك (لو10: 28، 27). وهى جديدة للأسباب الآتية:-

1. هذه المحبة لله غير ممكنة إلا بالروح القدس الذى يسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5:5). وكان رد المسيح على الناموسى الذى قام ليجربه "إفعل هذا فتحيا" كنوع من التحدى بمعنى "وأنت ناموسى حافظ للناموس لن تستطيع ولم تستطع أن تنفذ هذا. فهذا لا يتم تنفيذه إلا بالروح القدس، والذى من ثماره المحبة لله وللإخوة، بل للأعداء.

2. هى محبة باذلة على شكل محبة المسيح "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم" (يو34:13). إذاً المحبة إكتسبت فى العهد الجديد أبعاداً جديدة وصلت لأن المسيح بذل نفسه عن الخطاة. إذاً المحبة ليست عواطف وإنفعالات بل بذل حتى للأعداء الذين يكرهوننا.

سمعتموها من البدء = فهذا تعليم موسى (تث5:6).

ما هو حق فيه وفيكم = الحب هو الحق الذى فيه، أما البغضة فهى باطل. الحب والنور والحق هى طبيعة الله، هىصفاته. ولاحظ قوله فيه وفيكم = هذه مثل قوله "إلهى وإلهكم... " الحق الذى فيه هو طبيعته والحب الذى فيه هو طبيعته، لكن الحق والحب فينا هما عطية منه. إذا جاهدنا أن نقتدى به يعطيها لنا. هما عطايا الروح القدس.

وصية جديدة أكتب إليكم... أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقى الآن يضىء هذا سبب أن الوصية جديدة، أن صارت لنا إمكانيات جديدة، فالمسيح النور صار يضىء الآن فى قلوبنا، وأعطانا حياته، وأعطانا أن نكون خليقة جديدة (2كو17:5)، ونكون نوراً للعالم وأن يتصور هو فينا (غل19:4). وكل هذا لم يكن ممكناً قبل المسيح.



أية 9:- مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ.

فى هذه الأية يكشف الرسول صراحة عن الوصية الجديدة التى يبشر بها، ألا وهى المحبة. من قال أنه فى النور = أى متحد بالمسيح، وفى المسيح ويرى الطريق بنور المسيح، فالمسيح نور. وهو يبغض أخاه = هذا لا يمكن، فكما أن المسيح نور، فهو أيضاً محبة بالطبيعة. والبغضة ظلمة، فكيف يكون فى داخل إنسان نور وظلمة معاً. نحن دعينا ليكون لنا شركة مع المسيح هى شركة فى طبيعته الإلهية، وطبيعته الإلهية هى المحبة، فالله محبة (1يو8:4) وبالتالى تدخل المحبة لحياتنا ونكون بالضرورة صفة للمسيحى.



أية 10:- مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ.

من يحب أخاه يثبت فى النور = أى فى المسيح الله. ومن يثبت فى المسيح النور، يضىء له المسيح فلا يتعثر فى طريقه ولا يعثر أحداً. يضىء له طريق الإيمان فلا يتعثر فى هرطقة، يضىء له طريق الطهارة فيكره الخطية = ليس فيه عثرة وقوله ليس فيه عثرة تعنى :-

1. لا يتعثر الشخص نفسه فى طريقه، وتكون أحكامه صحيحة، وينمو روحياً.

2. لا يكون عثرة لأحد. فمن يتكلم عن المحبة ولا يحياها يعثر الناس. وهذا ما سبق الرسول وقاله فى(1 :5، 6). وما أضافه هنا هو أن المحبة هى شرط أن نثبت فى النور.



أية 11 :- وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ.

هنا نرى الرباط بين المحبة والنور، فالله محبة والله نور، ولا شركة للنور مع الظلمة. والمكان الخالى من المحبة هو خالى من الله، والله نور. إذاً هذا المكان ظلمة. ومن إمتلأ قلبه بغضة لا يسكن فيه الله، وبالتالى لا يسكن فيه النور فتظلم عينيه ويتعثر فى كل شىء. إذاً لنتجنب الظلمة علينا أن نحب إخوتنا، حتى من يسيئون إلينا.



أيات 12-14 :- َكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ.

يكتب الرسول هنا لثلاث فئات

1. الأولاد :- LITTLE CHILDREN أى صغيرى السن

2. الأباء :- FATHERS أى كبار السن

3. الأحداث :- YOUNG MEN أى الشباب



ويمكن فهم الثلاث مراحل روحياً.

1. الأولاد :- المبتدئين روحياً أو حديثى الإيمان، صاروا أولاداً لله بالمعمودية. وبالمعمودية تغفر الخطايا. ولكن السن الصغير أو حديثى الإيمان معرضين للخطأ كثيراً فيكلمهم عن غفران الخطايا، وهذه تكون بالتوبة.

2. الأباء :- هم من لهم عمق ورجولة روحية، متقدمين فى الإيمان، هؤلاءيكلمهم عن معرفة المسيح، أى خبرة الإتحاد بالمسيح، وحياة المسيح فيهم. فالمعرفة حياة (يو7:17).

3. الأحداث :- هم دخلوا الإيمان ولهم بعض الخبرات. وإختبروا القوة التى يعطيها لهم الله وبها يغلبون الشر والشرير. هم ليسوا بضعفاء إذ هم مازالوا أحداث. بل الله يعطيهم قوة تتناسب مع إغراءات الشر التى يتعرضون لها. وهم أقوياء لشبابهم.

إذاً هنا نرى 3 هبات

1. غفران.

2. معرفة.

3. غلبة بقوة.

وليس معنى هذا التقسيم أن الأباء لم يغلبوا الشرير، أو هم ليسوا أقوياء لكن هم أقوياء وغلبوا الشرير ولكنهم أكثر معرفة، فكلما دخلنا للعمق تزداد معرفتنا بالله أى إتحادنا به وثباتنا فيه وإدراكنا لحياة المسيح التى صارت فينا. فهو أى الرسول يكلم كل فئة بما يناسبها.

ونلاحظ أن الرسول يكتب مرة بصيغة الماضى ومرة بصيغة الحاضر فمرة نجده يقول أكتب. ومرة نجده يقول كتبت. وهذا لأن :-

1. هبات الله مستمرة "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد".

2. طالما الله يعطى دائماً فهذا حق لنا، علينا أن نطالب به دائماً.



v الأولاد :- قد غفرت لكم الخطايا = الأولاد كثيرو الخطايا، فهو يطمئنهم أن هناك غفران لخطاياهم الكثيرة. من أجل إسمه = أى أن الغفران مبنى على دم المسيح. فإسمه هو يسوع أى المخلص. والخطايا تغفر بالمعمودية أولاً ثم بالتوبة. والتوبة تعطى أن نعرف محبة الآب الغافرة التى شعر بها الإبن الضال فى أحضان أبيه لذلك قال لهم = لأنكم قد عرفتم الآب. هم عرفوه إذ شعروا بمحبته الغافرة.

v الأباء = فى المرتين قال نفس الشىء لأنكم قد عرفتم الذى من البدء = وهذا لأن المعرفة تنمو، أى أن الإتحاد مع المسيح يزداد، والثبات فيه يزداد.

v الأحداث = الله أعطاهم قوة يغلبون بها الشرير. لكن هذه القوة ليسوا هم مصدرها. بل سر القوة = كلمة الله ثابتة فيكم.



أية 15 :- لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.

لا تحبوا العالم = ليس المقصود أن لا نحب الناس فهذا ضد ما ينادى به الكتاب المقدس. وليس المقصود أن لا نحب الطبيعة الجميلة التى نسبح الله عليها لكن المقصود :-

1. العالم الشرير الذى يخلو من الله.

2. أن لا نحب أحداً أكثر من الله "من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى... (مت37:10).

ولا الأشياء التى فى العالم = الله خلق العالم والأشياء التى فيه لنستعملها فمن يتعلق بالأشياء التى فى العالم، ويخلو قلبه من محبة الله يكون كزوجة تتعلق بهدايا زوجها ولا تحبه هو لشخصه.

إذن المطلوب أن لا يجعل المرء قلبه على الأمور الزمنية، ولا يتعلق بما هو فانى وباطل تاركاً الله. الله خلق العالم لنستعمله لا لنعبده ويكون هو هدفنا، نحزن إن خسرناه وننتفخ لو حصلنا على الكثير منه. من يحب العالم هكذا لن يكون فى قلبه متسع لكى يحب الله، لذلك قيل أن محبة العالم عداوة لله (يع4:4). بل لا يستطيع إنسان أن يحب الحق (الله) والباطل (العالم) معاً = إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب.

بل الله يقول "يا إبنى إعطنى قلبك" ومن يستطيع أن يفعل ويحب الله من كل قلبه سيملأ الفرح قلبه. أما الذى قلبه منقسم بين محبة الله ومحبة العالم فلن يعرف الفرح. بل إن محبة العالم تدفع الناس للصراع حتى يحصلوا على أكبر نصيب منه. أما من يحب الله فلن يسقط فى هذا الصراع، بل ستكون له القناعة إذ هو شبعان بالله (فى4 :11، 12). علينا أن نشعر أن الله يعطينا أفضل شىء يوصلنا للسماء.

وفضلاً عن أن محبة العالم ستشغلنا عن محبة الله، فإننا نرى فى الأية القادمة لماذا لا يجب أن نحب العالم.

Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 125
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

http://marygergs.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى