تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (1)
صفحة 1 من اصل 1
تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (1)
الإصحاح الثانى
هذا هو الإصحاح المتطابق مع رسالة يهوذا. والتكرار يفيد معنى التحذير من الإنسياق وراء المبتدعين فى الإيمان. فموضوع هذا الإصحاح هو عن ظهور المبتدعين وخطورتهم وأن دينونتهم أكيدة. وغالبا فالبدع التى يشير لها معلمنا بطرس الرسول فى هذا الإصحاح هى الناشئة عن فهم خاطىء لرسائل بولس الرسول كما قال فى الإصحاح الثالث (16،15:3) ولقد قال بولس الرسول مثلا فى تعاليمه أن هناك ما يسمى التبرير وأننا فى عهد الحرية، فأساء هؤلاء المبتدعون فهم أقوال بولس الرسول ونادوا بإنحلال خلقى معتمدين على أن المسيح بدمه يغفر أى خطية، وطالما أن هناك حرية فلنفعل ما نشاء. مع أن بولس أجاب على هذه النقاط فقال "فماذا نقول. أنبقى فى الخطية لكى تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو2،1:6)، "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة. غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد..." (غل13:5).
ومن المبتدعين فى تلك الأيام مثلا النيقولاويين والغنوسيين، وهؤلاء وأولئك اباحوا الزنا.
آيات 2،1:- و لكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك و اذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا.و سيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على طريق الحق.
كما يعمل الروح القدس فى الأنبياء الحقيقيين (2بط21:1)، لا يكف إبليس عن الخداع بأن يعمل فى أنبياء كذبة (أر14:14، 25:23). وبهذا حذر بولس الرسول أساقفة أفسس (اع30:20). وهدف إبليس تشويه الحق. بدع هلاك = فتعاليم هؤلاء ضارة تقود للهلاك. وأساس هرطقاتهم أنهم ينكرون الرب = أى يطعنون فى ألوهيته أو يشككون فى سلطته فيرفضون وصاياه. ويتبع إنحرافهم سقوطهم وراء شهواتهم.
بسببهم يجدف على طريق الحق = إنتشرت أيام الرسل وبعدهم هرطقات تدعو للنجاسة كالنيقولاويين. وبسبب تعاليم هؤلاء الفاسدة جدف غير المؤمنين على المسيحية لأنهم ظنوا أن تعاليم هؤلاء الهراطقة هى تعاليم المسيحية. ينكرون الرب الذى إشتراهم = الرب يسوع المسيح إشتراهم من عبودية إبليس وعبودية الخطية، وبإرتدادهم للخطية هم ينكرون السيد الذى حررهم، وكأنه لم يبذل دمه لأجلهم ولأجل تحريرهم.
أنبياء كذبة = هم الذين يدعون علاقتهم المباشرة بالله وأن تعاليمهم مأخوذة بوحى منه، وهم فى هذا كاذبون.
معلمين كذبة = هم هؤلاء الذين يروجون تعاليم الأنبياء الكذبة.
سيتبع كثيرون تهلكاتهم = الله ليس مطالب بأن ينحاز للأغلبية، بل كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون (مت16:20). وكان هناك ألاف أيام الطوفان ونجا فى الفلك ثمان أنفس فقط. وفى سدوم وعمورة هلك الجميع ونجا 4 أنفس فقط، ثم تحولت إمرأة لوط لعمود ملح بعد ذلك. فلا نضطرب إذا رأينا قليلون هم السائرون فى الطريق الصحيح. وفى هذه الآية نجد كثيرون يهلكون.
آية 3:- و هم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى و هلاكهم لا ينعس.
هم فى الطمع = هم يطمعون ربما فى أموالهم. ولكن من سياق الحديث نفهم أنهم يطمعون فى شهوات الجسد. يتجرون بكم بأقوال مصنعة = هم يحرفون أقوال الله ليقنعوا المؤمنين غير المتعمقين بأقوالهم وأرائهم النجسة. هم يستخدمون كلاما معسولا عن التبرير بالدم والحرية... الخ لإقناع الناس بأرائهم الفاسدة. لذلك فإن دينونتهم منذ القديم قائمة تنتظرهم.
وفيما يلى نرى دليل إدانة هؤلاء الخطاة.
آية 4:- لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم و سلمهم محروسين للقضاء.
طرحهم = الله أدان الملائكة إذ أخطأوا، فمن المؤكد أنه سيدين هؤلاء الأشرار. وقوله طرحهم بصيغة الماضى فيه تأكيد للدينونة.
أخطأوا = إذا هم لم يخلقوا أشرارا، بل خلقوا أبرارا ثم سقطوا.
آية 5:- و لم يشفق على العالم القديم بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار.
العالم القديم = ما قبل نوح والطوفان. نوحا ثامنا = لأن نوح كان معه 7 آخرين، ولقد دخل الفلك آخرهم. كارزا للبر = بلسانه وحياته وببناءه للفلك. فبلسانه إذ كان يؤنب الخطاة على خطيتهم وبحياته إذ كان مثالا للطهارة. وفى بنائه الفلك كان مثالا عمليا لأقواله عن غضب الله على الخطاة وأنه سوف يغرق العالم بطوفان آت قريبا.
والله فى قداسته دان العالم الشرير أيام نوح، وأهلكه بالطوفان، ولم يشفع للعالم كثرة عددهم، بل خلص 8 أنفس فقط. فنفهم رفض الله للخطية، وعدم إنحيازه للأغلبية.
آية 6:- و اذ رمد مدينتي سدوم و عمورة حكم عليهما بالانقلاب واضعا عبرة للعتيدين ان يفجروا.
الله فى قداسته رفض خطية سدوم وعمورة وأحرقهما محولا إياهما إلى رماد = رمد. لأن أجرة الخطية موت.
آيات 7-9:- و انقذ لوطا البار مغلوبا من سيرة الاردياء في الدعارة. اذ كان البار بالنظر و السمع و هو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة. يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة و يحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين.
الله فى عقابه لسدوم وعمورة لم ينس لوط وأنقذه، كما أنقذ نوحا وأسرته من قبل أيام الطوفان. فالله لا ينس أبناءه. إذا على المؤمن أن يسلك فى جهاده بنقاوة كما سلك لوط البار ونوح القديس، ويثق فى المساندة الإلهية الجبارة حين يكون الوسط رديئا، فحيثما كثرت الخطية إزدادت النعمة جدا (رو20:5) لقد أنقذ الله لوط ونوح فى حين أهلك معاصروهم الأشرار.
الأردياء = فى أصلها اللغوى الذين يعيشون بلا قانون متحللون من كل شرع أى الفاجرون. مغلوبا من سيرة الأردياء = أى يحيا فى ألم وغيظ وبنفسية مرة فى وسط هؤلاء الأردياء. كلمة مغلوبا تعنى مغتاظا وفى ألم ومحنة.
سؤال:- ما الذى جعل لوط يحيا فى هذا الألم؟! ألم يكن من الأسهل أن يغادر المكان ويريح نفسه من هذا الألم؟! الإجابة... أنه هو إختار هذا المكان الجيد الخصب وترك الأرض غير الجيدة لإبراهيم. فهو كان لا يريد أن يفقد هذه الأرض الجيدة وربما أن إمرأته وبناته تعلقوا بهذه الأرض الجيدة ورفضوا مغادرتها. وهذا ما نفهمه من قصة تحول إمرأة لوط لعمود ملح، فهى كانت تنظر لهذه الأرض بشهوة أو فى حسرة لتركها. ينقذ الأتقياء من التجربة = كما أنقذ لوطا ونوحا فالله قادر دائما أن ينقذ أتقياءه وهو يعلم كيف ينقذهم من وسط الآتون.
آيات 11،10:- و لا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة و يستهينون بالسيادة جسورون معجبون بانفسهم لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد. حيث ملائكة و هم اعظم قوة و قدرة لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء.
هى تكملة آية 9 التى قال فيها... ويحفظ الآثمة. معاقبين ويكمل هكذا.... ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد = أى منساقين وراء شهواتهم الفاسدة. ونلاحظ أن الله لم يخلق الجسد فاسدا، بل خلقه فى أحسن صورة ولما خلق آدم وجد أن كل شىء حسن جدا (تك31:1). وكان لآدم شهوة مقدسة، أى أنه كان يحب الله، ومحبته لله جعلته فى فرح، إذ كان فى جنة عدن، وعدن = تعنى فرح وإبتهاج. ولما سقط آدم تشوهت شهوته، فصار يشتهى العالم (مال ومراكز وجنس وسلطة...) فصار يحيا فى غم. وكل من ذهب وراء شهواته قيل عنه أنه ذهب وراء الجسد، فالجسد صار الأداة التى تحقق الشهوات الفاسدة.
والمسيح بعد الفداء صعد إلى السماء وأرسل لنا الروح القدس الذى حل علينا ليصلح الوضع، فسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5:5) وبهذا تقدست شهواتنا، ورجعنا للحالة الفردوسية الأولى أى الفرح، لذلك نجد أن ثمار الروح القدس هى محبة فرح سلام (غل22:5).
فمن يسلك بالروح هو الذى تخضع روحه للروح القدس، فيقود الروح القدس الروح الإنسانية، والروح الإنسانية تقود الجسد فيتجه الإنسان للسماويات وكلما ينمو الإنسان فى النعمة، ويخضع للروح القدس الذى يسكب محبة الله فيه تتقدس شهواته ويقول مع بولس الرسول "لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح.." (فى23:1). والعكس فالإنسان الشهوانى الجسدانى الذى قال الرسول عنهم هنا يذهبون وراء الجسد، هذا الإنسان غير خاضع للروح القدس بل يعاند الروح القدس ويقاومه، وشهواته فقط هى التى تقود جسده.
وهؤلاء قال عنهم أنهم يستهينون بالسيادة = وجاءت كلمة السيادة فى ترجمات أخرى (Government بمعنى حكومة أو توجيه أو سيطرة) أو (من لهم السلطة Authority). والمقصود الرياسات الكنسية. فهؤلاء الجسدانيون يستهينون بالرياسات الكنسية ويهاجمونهم ويدينونهم ويتكلمون عليهم، والهدف من وراء ذلك هو الهجوم على الإيمان الصحيح والمعتقدات الصحيحة التى ينادى بها الرياسات الكنسية. فلهدم الإيمان الصحيح، هم يهاجمون الرياسات الكنسية ويعلمون الناس الإستهانة بهم لترويج معتقداتهم الفاسدة. وما السبب وراء كل ذلك = هم معجبون بأنفسهم = هم متكبرون معجبون بأفكارهم، لا يقبلون الخضوع لما تسلمته الكنيسة جيلا بعد جيلا، بل هم لا يرتعبون أن يفتروا على ذوى الأمجاد (ترجمت Glorious ones وترجمت Dignities أى أصحاب المناصب) فهؤلاء الرياسات الكنسية والمناصب الكنسية لهم قطعا أمجاد فهم خدام الله. وهؤلاء الأشرار لم يقتدوا بالملاك ميخائيل الذى لم ينتهر الشيطان بنفسه، بل ترك الحكم والدينونة لله بالرغم من ثبوت خطية الشيطان
(شرح هذه النقطة فى رسالة يهوذا). والملائكة فى هذا يطبقون قول السيد المسيح حرفيا " لا تدينوا " فإذا كان الملائكة وهم أعظم قوة وقطعا أكثر طهارة وبر ومعرفة، لا يدينوا الرياسات الكنسية = لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم إفتراء، فكيف يجرؤ هؤلاء على هذا.
حقا إن وراء كل هرطقة كبرياء أو إعجاب بالذات.
هذا هو الإصحاح المتطابق مع رسالة يهوذا. والتكرار يفيد معنى التحذير من الإنسياق وراء المبتدعين فى الإيمان. فموضوع هذا الإصحاح هو عن ظهور المبتدعين وخطورتهم وأن دينونتهم أكيدة. وغالبا فالبدع التى يشير لها معلمنا بطرس الرسول فى هذا الإصحاح هى الناشئة عن فهم خاطىء لرسائل بولس الرسول كما قال فى الإصحاح الثالث (16،15:3) ولقد قال بولس الرسول مثلا فى تعاليمه أن هناك ما يسمى التبرير وأننا فى عهد الحرية، فأساء هؤلاء المبتدعون فهم أقوال بولس الرسول ونادوا بإنحلال خلقى معتمدين على أن المسيح بدمه يغفر أى خطية، وطالما أن هناك حرية فلنفعل ما نشاء. مع أن بولس أجاب على هذه النقاط فقال "فماذا نقول. أنبقى فى الخطية لكى تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو2،1:6)، "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة. غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد..." (غل13:5).
ومن المبتدعين فى تلك الأيام مثلا النيقولاويين والغنوسيين، وهؤلاء وأولئك اباحوا الزنا.
آيات 2،1:- و لكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك و اذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا.و سيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على طريق الحق.
كما يعمل الروح القدس فى الأنبياء الحقيقيين (2بط21:1)، لا يكف إبليس عن الخداع بأن يعمل فى أنبياء كذبة (أر14:14، 25:23). وبهذا حذر بولس الرسول أساقفة أفسس (اع30:20). وهدف إبليس تشويه الحق. بدع هلاك = فتعاليم هؤلاء ضارة تقود للهلاك. وأساس هرطقاتهم أنهم ينكرون الرب = أى يطعنون فى ألوهيته أو يشككون فى سلطته فيرفضون وصاياه. ويتبع إنحرافهم سقوطهم وراء شهواتهم.
بسببهم يجدف على طريق الحق = إنتشرت أيام الرسل وبعدهم هرطقات تدعو للنجاسة كالنيقولاويين. وبسبب تعاليم هؤلاء الفاسدة جدف غير المؤمنين على المسيحية لأنهم ظنوا أن تعاليم هؤلاء الهراطقة هى تعاليم المسيحية. ينكرون الرب الذى إشتراهم = الرب يسوع المسيح إشتراهم من عبودية إبليس وعبودية الخطية، وبإرتدادهم للخطية هم ينكرون السيد الذى حررهم، وكأنه لم يبذل دمه لأجلهم ولأجل تحريرهم.
أنبياء كذبة = هم الذين يدعون علاقتهم المباشرة بالله وأن تعاليمهم مأخوذة بوحى منه، وهم فى هذا كاذبون.
معلمين كذبة = هم هؤلاء الذين يروجون تعاليم الأنبياء الكذبة.
سيتبع كثيرون تهلكاتهم = الله ليس مطالب بأن ينحاز للأغلبية، بل كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون (مت16:20). وكان هناك ألاف أيام الطوفان ونجا فى الفلك ثمان أنفس فقط. وفى سدوم وعمورة هلك الجميع ونجا 4 أنفس فقط، ثم تحولت إمرأة لوط لعمود ملح بعد ذلك. فلا نضطرب إذا رأينا قليلون هم السائرون فى الطريق الصحيح. وفى هذه الآية نجد كثيرون يهلكون.
آية 3:- و هم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى و هلاكهم لا ينعس.
هم فى الطمع = هم يطمعون ربما فى أموالهم. ولكن من سياق الحديث نفهم أنهم يطمعون فى شهوات الجسد. يتجرون بكم بأقوال مصنعة = هم يحرفون أقوال الله ليقنعوا المؤمنين غير المتعمقين بأقوالهم وأرائهم النجسة. هم يستخدمون كلاما معسولا عن التبرير بالدم والحرية... الخ لإقناع الناس بأرائهم الفاسدة. لذلك فإن دينونتهم منذ القديم قائمة تنتظرهم.
وفيما يلى نرى دليل إدانة هؤلاء الخطاة.
آية 4:- لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم و سلمهم محروسين للقضاء.
طرحهم = الله أدان الملائكة إذ أخطأوا، فمن المؤكد أنه سيدين هؤلاء الأشرار. وقوله طرحهم بصيغة الماضى فيه تأكيد للدينونة.
أخطأوا = إذا هم لم يخلقوا أشرارا، بل خلقوا أبرارا ثم سقطوا.
آية 5:- و لم يشفق على العالم القديم بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار.
العالم القديم = ما قبل نوح والطوفان. نوحا ثامنا = لأن نوح كان معه 7 آخرين، ولقد دخل الفلك آخرهم. كارزا للبر = بلسانه وحياته وببناءه للفلك. فبلسانه إذ كان يؤنب الخطاة على خطيتهم وبحياته إذ كان مثالا للطهارة. وفى بنائه الفلك كان مثالا عمليا لأقواله عن غضب الله على الخطاة وأنه سوف يغرق العالم بطوفان آت قريبا.
والله فى قداسته دان العالم الشرير أيام نوح، وأهلكه بالطوفان، ولم يشفع للعالم كثرة عددهم، بل خلص 8 أنفس فقط. فنفهم رفض الله للخطية، وعدم إنحيازه للأغلبية.
آية 6:- و اذ رمد مدينتي سدوم و عمورة حكم عليهما بالانقلاب واضعا عبرة للعتيدين ان يفجروا.
الله فى قداسته رفض خطية سدوم وعمورة وأحرقهما محولا إياهما إلى رماد = رمد. لأن أجرة الخطية موت.
آيات 7-9:- و انقذ لوطا البار مغلوبا من سيرة الاردياء في الدعارة. اذ كان البار بالنظر و السمع و هو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة. يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة و يحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين.
الله فى عقابه لسدوم وعمورة لم ينس لوط وأنقذه، كما أنقذ نوحا وأسرته من قبل أيام الطوفان. فالله لا ينس أبناءه. إذا على المؤمن أن يسلك فى جهاده بنقاوة كما سلك لوط البار ونوح القديس، ويثق فى المساندة الإلهية الجبارة حين يكون الوسط رديئا، فحيثما كثرت الخطية إزدادت النعمة جدا (رو20:5) لقد أنقذ الله لوط ونوح فى حين أهلك معاصروهم الأشرار.
الأردياء = فى أصلها اللغوى الذين يعيشون بلا قانون متحللون من كل شرع أى الفاجرون. مغلوبا من سيرة الأردياء = أى يحيا فى ألم وغيظ وبنفسية مرة فى وسط هؤلاء الأردياء. كلمة مغلوبا تعنى مغتاظا وفى ألم ومحنة.
سؤال:- ما الذى جعل لوط يحيا فى هذا الألم؟! ألم يكن من الأسهل أن يغادر المكان ويريح نفسه من هذا الألم؟! الإجابة... أنه هو إختار هذا المكان الجيد الخصب وترك الأرض غير الجيدة لإبراهيم. فهو كان لا يريد أن يفقد هذه الأرض الجيدة وربما أن إمرأته وبناته تعلقوا بهذه الأرض الجيدة ورفضوا مغادرتها. وهذا ما نفهمه من قصة تحول إمرأة لوط لعمود ملح، فهى كانت تنظر لهذه الأرض بشهوة أو فى حسرة لتركها. ينقذ الأتقياء من التجربة = كما أنقذ لوطا ونوحا فالله قادر دائما أن ينقذ أتقياءه وهو يعلم كيف ينقذهم من وسط الآتون.
آيات 11،10:- و لا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة و يستهينون بالسيادة جسورون معجبون بانفسهم لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد. حيث ملائكة و هم اعظم قوة و قدرة لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء.
هى تكملة آية 9 التى قال فيها... ويحفظ الآثمة. معاقبين ويكمل هكذا.... ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد = أى منساقين وراء شهواتهم الفاسدة. ونلاحظ أن الله لم يخلق الجسد فاسدا، بل خلقه فى أحسن صورة ولما خلق آدم وجد أن كل شىء حسن جدا (تك31:1). وكان لآدم شهوة مقدسة، أى أنه كان يحب الله، ومحبته لله جعلته فى فرح، إذ كان فى جنة عدن، وعدن = تعنى فرح وإبتهاج. ولما سقط آدم تشوهت شهوته، فصار يشتهى العالم (مال ومراكز وجنس وسلطة...) فصار يحيا فى غم. وكل من ذهب وراء شهواته قيل عنه أنه ذهب وراء الجسد، فالجسد صار الأداة التى تحقق الشهوات الفاسدة.
والمسيح بعد الفداء صعد إلى السماء وأرسل لنا الروح القدس الذى حل علينا ليصلح الوضع، فسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5:5) وبهذا تقدست شهواتنا، ورجعنا للحالة الفردوسية الأولى أى الفرح، لذلك نجد أن ثمار الروح القدس هى محبة فرح سلام (غل22:5).
فمن يسلك بالروح هو الذى تخضع روحه للروح القدس، فيقود الروح القدس الروح الإنسانية، والروح الإنسانية تقود الجسد فيتجه الإنسان للسماويات وكلما ينمو الإنسان فى النعمة، ويخضع للروح القدس الذى يسكب محبة الله فيه تتقدس شهواته ويقول مع بولس الرسول "لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح.." (فى23:1). والعكس فالإنسان الشهوانى الجسدانى الذى قال الرسول عنهم هنا يذهبون وراء الجسد، هذا الإنسان غير خاضع للروح القدس بل يعاند الروح القدس ويقاومه، وشهواته فقط هى التى تقود جسده.
وهؤلاء قال عنهم أنهم يستهينون بالسيادة = وجاءت كلمة السيادة فى ترجمات أخرى (Government بمعنى حكومة أو توجيه أو سيطرة) أو (من لهم السلطة Authority). والمقصود الرياسات الكنسية. فهؤلاء الجسدانيون يستهينون بالرياسات الكنسية ويهاجمونهم ويدينونهم ويتكلمون عليهم، والهدف من وراء ذلك هو الهجوم على الإيمان الصحيح والمعتقدات الصحيحة التى ينادى بها الرياسات الكنسية. فلهدم الإيمان الصحيح، هم يهاجمون الرياسات الكنسية ويعلمون الناس الإستهانة بهم لترويج معتقداتهم الفاسدة. وما السبب وراء كل ذلك = هم معجبون بأنفسهم = هم متكبرون معجبون بأفكارهم، لا يقبلون الخضوع لما تسلمته الكنيسة جيلا بعد جيلا، بل هم لا يرتعبون أن يفتروا على ذوى الأمجاد (ترجمت Glorious ones وترجمت Dignities أى أصحاب المناصب) فهؤلاء الرياسات الكنسية والمناصب الكنسية لهم قطعا أمجاد فهم خدام الله. وهؤلاء الأشرار لم يقتدوا بالملاك ميخائيل الذى لم ينتهر الشيطان بنفسه، بل ترك الحكم والدينونة لله بالرغم من ثبوت خطية الشيطان
(شرح هذه النقطة فى رسالة يهوذا). والملائكة فى هذا يطبقون قول السيد المسيح حرفيا " لا تدينوا " فإذا كان الملائكة وهم أعظم قوة وقطعا أكثر طهارة وبر ومعرفة، لا يدينوا الرياسات الكنسية = لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم إفتراء، فكيف يجرؤ هؤلاء على هذا.
حقا إن وراء كل هرطقة كبرياء أو إعجاب بالذات.
مواضيع مماثلة
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى