تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
صفحة 1 من اصل 1
تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
الإصحاح الثالث
هذا الإصحاح يرد على التعاليم التى ينادى بها الماديين الذين ينادون بثبات الخليقة ودوامها، أى أن الخليقة هى هكذا منذ الأزل. وجدت هكذا بلا بداية، لم يخلقها أحد. هى أزلية وستدوم إلى الأبد. والرسول هنا يؤكد أن الرب آت فى مجيئه الثانى فى ملء الزمان، وأن السماء والأرض ستزولان، وهذا دافع لنا حتى نتوب ونعمل أعمالا صالحة. عموما فإن تغير الكون حولنا مثل إزدياد البقع الشمسية (إنطفاء أجزاء من الشمس نتيجة برودتها). وتحول المواد المشعة إلى رصاص. هذا التغير يفيد ويثبت أن الأرض والكون حولنا يتغير، إذا هو ليس هكذا منذ الأزل. وهو سيتغير إلى صورة أخرى مع الوقت.
آيات 2،1:- هذه اكتبها الان اليكم رسالة ثانية ايها الاحباء فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي. لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون و وصيتنا نحن الرسل وصية الرب و المخلص.
رسالة ثانية = إذا هى موجهة لنفس الأشخاص الذين وجهت لهم الرسالة الأولى. الأقوال التى قالها الأنبياء.... نحن الرسل... الرب = هذه الآية تشير لوحدة الوحى، فما قاله الأنبياء، قاله الرسل وقاله الرب نفسه عن حتمية المجىء الثانى، وعن ظهور معلمين كذبة يسلكون حسب شهواتهم الخاصة، وهؤلاء يشككون فى عقيدة مجىء الرب الثانى. بينما أن هذه العقيدة تدفع لتوبة كثيرين.
1. نبوات الأنبياء عن المجىء الثانى مثلا (ملا5:4) + (يؤ12:3-21).
2. ما قاله الرسل والتلاميذ مثلا (1تس2:5-4) + (كو4:3).
3. ما قاله الرب نفسه مثلا (مت26:24-28+31:25) + (مر26:13-36).
آيات 4،3:- عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم. و قائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة.
قبل مجىء الرب ستنتشر ضلالات كثيرة، ويقوم أناس مستهزئين تدفعهم شهواتهم الخاصة لإنكار مجىء المسيح وإنكار الدينونة والقيامة، وطالما لا دينونة ولا قيامة فلنندفع وراء شهواتنا. ويقول القديس أغسطينوس أنه وراء كل إلحاد شهوة، لكى يهدىء الإنسان ضميره ويستبيح لنفسه أن يفعل هواه. كل شىء باق هكذا = المقصود أنهم يتصورون أنه لن يكون هناك مجىء ثان، ولا نهاية لتلك الأرض، بل أن الأرض موجودة وثابتة هكذا منذ الأزل وستستمر للأبد، وأنه لا خالق لها، بل هى وجدت هكذا. وطالما أنه لا خالق، إذا فلا دينونة
والآن قد لا ننكر المجىء الثانى والدينونة، ولكن حرب إبليس ضدنا هى أنه يجعلنا ننسى لحظة الموت أولا نفكر فيها، بينما أنها قد تكون أقرب مما نتصور.
الآيات 5-7:- لان هذا يخفى عليهم بارادتهم ان السماوات كانت منذ القديم و الارض بكلمة الله قائمة من الماء و بالماء. اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك. و اما السماوات و الارض الكائنة الان فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين و هلاك الناس الفجار.
هذا يخفى عليهم بإرادتهم = الله لا يحجب الحقيقة عن أحد، لكن من أعمت الشهوة عينيه، فهو لا يريد ولا يهتم أن يعترف بالحقيقة، بل هو يفضل تصديق ضلالاته. ولا يريد أن يعترف بكلمة الله المعلنة فى كتابه المقدس.
قائمة من الماء = إذ أن الأرض خرجت وظهرت من تحت الماء الذى كان يغمرها (تك9،7:1). وكون أنها كانت مغمورة بالماء ثم ظهرت إذا هى تتغير وليست كما يقولون "كل شىء باق هكذا من بدء الخليقة" (آية 4).
وبالماء = لا حياة بدون ماء. لا حياة لخليقة ما بدون ماء. ولكن هذا الماء إستخدمه الله للدينونة، ففى الطوفان أهلك الماء الخليقة. إذا وراء الخليقة ديان عظيم قادر أن يبيدها وقد فعل هذا مرة وبالماء. الآن نرى أن الخليقة تتغير وليست ثابتة. إذا وراء هذا خالق يتحكم فيها. بل أن هذا الخالق أهلكها وأدانها يوما ما.
إذا الخليقة ليست أزلية، بل هى أيضا معرضة للدينونة. إن وراء خلق الأرض ووراء هلاكها خالق عظيم وديان عظيم لخليقته.
وهلاك الأرض بالطوفان هو نموذج لهلاك الأرض مرة أخرى فى أيام النهاية ولكن سيكون ذلك بنار الدينونة = محفوظة للنار هذا الإهلاك بالنار قد تم سابقا فى سدوم وعمورة، وليس غريبا أن يحدث لكل العالم يوما ما.
وكما تجددت الخليقة بعد الطوفان، هكذا ستخرج أرض جديدة وسماء جديدة بعد أن تنتهى وتزول السماء والأرض اللتان نعرفهما الآن (رؤ1:21) + (إش17:65).
السموات والأرض.. كانت بكلمة الله... وبالماء... اللواتى بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء = اللواتى بهن يقصد بكلمة الله وبالماء. هو قرار إلهى أن يفيض الماء ليهلك الأرض. إذن من يقول أن الأرض ثابتة فليذكر أن الله أهلكها قديما بالرغم من أن الناس أيام نوح لم يصدقوا هذا. مخزونة = هذه النار مخزونة، ولو أطلقها الله الآن لأحرقت الكون، لكنها مخزونة ليوم الدينونة، هى نار الدينونة = لهلاك الناس الفجار. بتلك الكلمة عينها = أى بقرار من الله ضابط الكل والنار المخزونة قد تكون نيران براكين ستنفجر يوما ما، وقد تكون نيران الأسلحة المخزونة لدى الدول أو أى نيران أخرى يخزنها الله، لإزالة وإبادة صورة الأرض التى لعنها الله بسبب الخطية.
السموات والأرض بكلمة الله قائمة =
1. الهواء المحيط بالأرض خرج من باطن الأرض التى كانت مغطاة بالمياه. وهذا ما سمى بالجلد "وقال الله ليكن جلد فى وسط المياه" (تك6:1). فالسماء هنا مقصود بها الجلد.
2. المياه هى مصدر الحياة لكل طيور السماء.
3. عند الفيضان هلكت كل طيور السماء بسبب إرتفاع المياه خمسة عشر ذراعا فوق الجبال.
الآيات 8-10:- و لكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة و الف سنة كيوم واحد. لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا و هو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة. و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها.
هؤلاء الهراطقة يسخرون قائلين " إن المسيح قال أنه سيأتى ثانية، وهكذا قال الرسل، فلماذا لم يأتى ؟ إذن هو لن يأتى. يوما واحدا عند الرب كألف سنة = هذه مقتبسة من (مز4:90) ولكن ليس معنى هذا أن الله لا يفرق بين يوم واحد وبين ألف سنة، بل تعنى أن الله غير زمنى ويحيا خارج الزمن بينما أن الإنسان زمنى. ولشرح هذا تصور أن إنسان ألقى نظرة على لوحة مرسومة، فهو لن يعرف أى الأجزاء رسمت أولا وأيها رسم مؤخرا. هذا هو بالضبط معنى أن الله لا زمنى، فالأحداث التى حدثت فى الماضى وما تحدث الآن وما سوف يحدث فى المستقبل، كلها مرسومة أمامه، واضحة أمامه، هو يعرف الماضى ولا يتعجل حدوث المستقبل وتصور إنسان يشاهد لوحة ترسم أمامه، هو يعرف ما تم رسمه ولا يعرف ماذا سيحدث فى المستقبل، وربما هو يتعجله أو هو خائف منه هذا هو موقف الإنسان الزمنى.
هذه الفروق بين يوم وألف سنة لا تؤثر على مخططات الله، أما الإنسان فلأنه يحيا ويخضع للزمان فهو يتعجل الأمور. وبهذا المنطق نفهم أن أيام الخليقة ليست يوما عاديا 24 ساعة.
وإذا كان الله غير خاضع للزمن فلا يجب أن نطلق على تصرفاته التباطؤ، بل هو يعطى بطول أناته فرصة للكثيرين أن يتوبوا.
وبنفس المفهوم فالله وعد آدم وحواء بنسل يخلص البشر، وحواء تصورت أن قايين هو النسل الموعود، ولكن النسل الموعود أتى بعد ألاف السنين، وفى ملء الزمان أى أنسب وقت يراه الله لذلك وبنفس المفهوم يقول السيد فى سفر الرؤيا أنا آتى سريعا (رؤ20:22) ولم يأتى حتى الآن.
والله سيأتى ولكنه سيأتى فجأة كلص فى الليل = لذلك علينا أن نستعد.
وكما كانت هناك فترة بين الإنذار بالطوفان ومجىء الطوفان تقدر بحوالى 120 سنة، هكذا هناك فترة بين المجىء الأول والمجىء الثانى، هى فترة يمكن فيها التوبة وبعدها لا توجد فرص للتوبة.
تنحل العناصرمحترقة = كان هناك إعتراضا علميا على هذه العبارة بعد أن حدد علم الكيمياء معنى كلمة عنصر. ولكن جاءت التفجيرات الذرية لتثبت إمكانية أن تنحل العناصر محترقة. وكلمة العناصر فى أصلها اللغوى تشير إما للعناصر التى يتكون منها الكون أو إلى الأجرام السماوية. المهم أن هيئة هذا العالم ستزول ليخرج منها سماء جديدة وأرض جديدة.
ويوم الرب سيأتى كلص للأشرار، ولكن يوم عرس أبدى للأبرار.
آية 11:- فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة و تقوى.
إذا كان الله سيحرق الأرض والسماء، وهى كائنات غير عاقلة، فماذا سيكون نصيب الأشرار الذين يخطئون وهم يعرفون ماذا يفعلون.
آية 12:- منتظرين و طالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة و العناصر محترقة تذوب.
إذا سلكنا فى البر لن نخاف من يوم مجىء الرب، بل سننتظر مجيئه بفرح وإشتياق قائلين "آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ20:22).
آية 13:- و لكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة و ارضا جديدة يسكن فيها البر.
حين يأتى المسيح سيكون هناك كل شىء جديد (رؤ1:21) + (إش16:65) ويسود البر ولا تعود هناك خطية.
آية 14:- لذلك ايها الاحباء اذ انتم منتظرون هذه اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس و لا عيب في سلام.
هذا الرجاء يدفع الكنيسة للجهاد والمثابرة على أن تحيا فى بر وأعمال صالحة، حتى تتحد بعريسها فى ذلك اليوم (رؤ2:21).
آيات 15-16:- و احسبوا اناة ربنا خلاصا كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له. كما في الرسائل كلها ايضا متكلما فيها عن هذه الامور التي فيها اشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء و غير الثابتين كباقي الكتب ايضا لهلاك انفسهم.
واضح أن رسائل بولس الرسول كانت منتشرة وقد قرأها بطرس الرسول ولنلاحظ الآتى:-
1- بطرس قرأ ما قاله بولس عن توبيخه لبطرس (غل12،11:2) ومع هذا يدعوه أخونا الحبيب. ومن هذا نرى المحبة التى سادت كنيسة الرسل بالرغم من وجود خلافات.
2- فى إنتظارنا لمجىء الرب علينا أن ندرس الكتاب غير معتمدين على فهمنا الخاص حتى لا نخطىء كما أخطأ هؤلاء، فهناك أقوال صعبة تحتاج لمن يفسرها = أشياء عسرة الفهم.
3- قال بولس أن طول أناة الله إنما يقتادنا إلى التوبة (رو4:2) = إحسبوا أناة ربنا خلاصا كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس.
4- أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء = هذه إشارة إلى
أ. من فهم أن الإيمان كاف للخلاص فإندفع فى طريق الشر متصورا أن إيمانه سيكون كافيا لخلاصه، وعلى هذه الهرطقة، رد القديس يعقوب الرسول فى رسالته.
ب. على من تصور أن مجىء المسيح على الأبواب فإمتنع عن العمل كما فعل أهل تسالونيكى فوبخهم بولس نفسه فى رسالته الثانية لهم.
5- من يسىء فهم الكتاب المقدس ويفسره على هواه، رافضا تعاليم الآباء وتفاسيرهم، فهذا يؤدى به لهلاك نفسه = لهلاك أنفسهم
آية 17: -فانتم ايها الاحباء اذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من ان تنقادوا بضلال الاردياء فتسقطوا من ثباتكم.
فتسقطوا من ثباتكم = هذه تشير لإمكانية سقوط المؤمن بعد أن كان ثابتا.
آية 18:- و لكن انموا في النعمة و في معرفة ربنا و مخلصنا يسوع المسيح له المجد الان و الى يوم الدهر امين.
إنموا فى النعمة = أى فى كل فضيلة مسيحية، ليس فقط أن لا تسقطوا بل إنموا إلى الأمام، وفى النمو ضمان لعدم الرجوع إلى الوراء (كسيارة تصعد منحدر) فمن لا ينمو ينقص.
هذا الإصحاح يرد على التعاليم التى ينادى بها الماديين الذين ينادون بثبات الخليقة ودوامها، أى أن الخليقة هى هكذا منذ الأزل. وجدت هكذا بلا بداية، لم يخلقها أحد. هى أزلية وستدوم إلى الأبد. والرسول هنا يؤكد أن الرب آت فى مجيئه الثانى فى ملء الزمان، وأن السماء والأرض ستزولان، وهذا دافع لنا حتى نتوب ونعمل أعمالا صالحة. عموما فإن تغير الكون حولنا مثل إزدياد البقع الشمسية (إنطفاء أجزاء من الشمس نتيجة برودتها). وتحول المواد المشعة إلى رصاص. هذا التغير يفيد ويثبت أن الأرض والكون حولنا يتغير، إذا هو ليس هكذا منذ الأزل. وهو سيتغير إلى صورة أخرى مع الوقت.
آيات 2،1:- هذه اكتبها الان اليكم رسالة ثانية ايها الاحباء فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي. لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون و وصيتنا نحن الرسل وصية الرب و المخلص.
رسالة ثانية = إذا هى موجهة لنفس الأشخاص الذين وجهت لهم الرسالة الأولى. الأقوال التى قالها الأنبياء.... نحن الرسل... الرب = هذه الآية تشير لوحدة الوحى، فما قاله الأنبياء، قاله الرسل وقاله الرب نفسه عن حتمية المجىء الثانى، وعن ظهور معلمين كذبة يسلكون حسب شهواتهم الخاصة، وهؤلاء يشككون فى عقيدة مجىء الرب الثانى. بينما أن هذه العقيدة تدفع لتوبة كثيرين.
1. نبوات الأنبياء عن المجىء الثانى مثلا (ملا5:4) + (يؤ12:3-21).
2. ما قاله الرسل والتلاميذ مثلا (1تس2:5-4) + (كو4:3).
3. ما قاله الرب نفسه مثلا (مت26:24-28+31:25) + (مر26:13-36).
آيات 4،3:- عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم. و قائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة.
قبل مجىء الرب ستنتشر ضلالات كثيرة، ويقوم أناس مستهزئين تدفعهم شهواتهم الخاصة لإنكار مجىء المسيح وإنكار الدينونة والقيامة، وطالما لا دينونة ولا قيامة فلنندفع وراء شهواتنا. ويقول القديس أغسطينوس أنه وراء كل إلحاد شهوة، لكى يهدىء الإنسان ضميره ويستبيح لنفسه أن يفعل هواه. كل شىء باق هكذا = المقصود أنهم يتصورون أنه لن يكون هناك مجىء ثان، ولا نهاية لتلك الأرض، بل أن الأرض موجودة وثابتة هكذا منذ الأزل وستستمر للأبد، وأنه لا خالق لها، بل هى وجدت هكذا. وطالما أنه لا خالق، إذا فلا دينونة
والآن قد لا ننكر المجىء الثانى والدينونة، ولكن حرب إبليس ضدنا هى أنه يجعلنا ننسى لحظة الموت أولا نفكر فيها، بينما أنها قد تكون أقرب مما نتصور.
الآيات 5-7:- لان هذا يخفى عليهم بارادتهم ان السماوات كانت منذ القديم و الارض بكلمة الله قائمة من الماء و بالماء. اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك. و اما السماوات و الارض الكائنة الان فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين و هلاك الناس الفجار.
هذا يخفى عليهم بإرادتهم = الله لا يحجب الحقيقة عن أحد، لكن من أعمت الشهوة عينيه، فهو لا يريد ولا يهتم أن يعترف بالحقيقة، بل هو يفضل تصديق ضلالاته. ولا يريد أن يعترف بكلمة الله المعلنة فى كتابه المقدس.
قائمة من الماء = إذ أن الأرض خرجت وظهرت من تحت الماء الذى كان يغمرها (تك9،7:1). وكون أنها كانت مغمورة بالماء ثم ظهرت إذا هى تتغير وليست كما يقولون "كل شىء باق هكذا من بدء الخليقة" (آية 4).
وبالماء = لا حياة بدون ماء. لا حياة لخليقة ما بدون ماء. ولكن هذا الماء إستخدمه الله للدينونة، ففى الطوفان أهلك الماء الخليقة. إذا وراء الخليقة ديان عظيم قادر أن يبيدها وقد فعل هذا مرة وبالماء. الآن نرى أن الخليقة تتغير وليست ثابتة. إذا وراء هذا خالق يتحكم فيها. بل أن هذا الخالق أهلكها وأدانها يوما ما.
إذا الخليقة ليست أزلية، بل هى أيضا معرضة للدينونة. إن وراء خلق الأرض ووراء هلاكها خالق عظيم وديان عظيم لخليقته.
وهلاك الأرض بالطوفان هو نموذج لهلاك الأرض مرة أخرى فى أيام النهاية ولكن سيكون ذلك بنار الدينونة = محفوظة للنار هذا الإهلاك بالنار قد تم سابقا فى سدوم وعمورة، وليس غريبا أن يحدث لكل العالم يوما ما.
وكما تجددت الخليقة بعد الطوفان، هكذا ستخرج أرض جديدة وسماء جديدة بعد أن تنتهى وتزول السماء والأرض اللتان نعرفهما الآن (رؤ1:21) + (إش17:65).
السموات والأرض.. كانت بكلمة الله... وبالماء... اللواتى بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء = اللواتى بهن يقصد بكلمة الله وبالماء. هو قرار إلهى أن يفيض الماء ليهلك الأرض. إذن من يقول أن الأرض ثابتة فليذكر أن الله أهلكها قديما بالرغم من أن الناس أيام نوح لم يصدقوا هذا. مخزونة = هذه النار مخزونة، ولو أطلقها الله الآن لأحرقت الكون، لكنها مخزونة ليوم الدينونة، هى نار الدينونة = لهلاك الناس الفجار. بتلك الكلمة عينها = أى بقرار من الله ضابط الكل والنار المخزونة قد تكون نيران براكين ستنفجر يوما ما، وقد تكون نيران الأسلحة المخزونة لدى الدول أو أى نيران أخرى يخزنها الله، لإزالة وإبادة صورة الأرض التى لعنها الله بسبب الخطية.
السموات والأرض بكلمة الله قائمة =
1. الهواء المحيط بالأرض خرج من باطن الأرض التى كانت مغطاة بالمياه. وهذا ما سمى بالجلد "وقال الله ليكن جلد فى وسط المياه" (تك6:1). فالسماء هنا مقصود بها الجلد.
2. المياه هى مصدر الحياة لكل طيور السماء.
3. عند الفيضان هلكت كل طيور السماء بسبب إرتفاع المياه خمسة عشر ذراعا فوق الجبال.
الآيات 8-10:- و لكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة و الف سنة كيوم واحد. لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا و هو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة. و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها.
هؤلاء الهراطقة يسخرون قائلين " إن المسيح قال أنه سيأتى ثانية، وهكذا قال الرسل، فلماذا لم يأتى ؟ إذن هو لن يأتى. يوما واحدا عند الرب كألف سنة = هذه مقتبسة من (مز4:90) ولكن ليس معنى هذا أن الله لا يفرق بين يوم واحد وبين ألف سنة، بل تعنى أن الله غير زمنى ويحيا خارج الزمن بينما أن الإنسان زمنى. ولشرح هذا تصور أن إنسان ألقى نظرة على لوحة مرسومة، فهو لن يعرف أى الأجزاء رسمت أولا وأيها رسم مؤخرا. هذا هو بالضبط معنى أن الله لا زمنى، فالأحداث التى حدثت فى الماضى وما تحدث الآن وما سوف يحدث فى المستقبل، كلها مرسومة أمامه، واضحة أمامه، هو يعرف الماضى ولا يتعجل حدوث المستقبل وتصور إنسان يشاهد لوحة ترسم أمامه، هو يعرف ما تم رسمه ولا يعرف ماذا سيحدث فى المستقبل، وربما هو يتعجله أو هو خائف منه هذا هو موقف الإنسان الزمنى.
هذه الفروق بين يوم وألف سنة لا تؤثر على مخططات الله، أما الإنسان فلأنه يحيا ويخضع للزمان فهو يتعجل الأمور. وبهذا المنطق نفهم أن أيام الخليقة ليست يوما عاديا 24 ساعة.
وإذا كان الله غير خاضع للزمن فلا يجب أن نطلق على تصرفاته التباطؤ، بل هو يعطى بطول أناته فرصة للكثيرين أن يتوبوا.
وبنفس المفهوم فالله وعد آدم وحواء بنسل يخلص البشر، وحواء تصورت أن قايين هو النسل الموعود، ولكن النسل الموعود أتى بعد ألاف السنين، وفى ملء الزمان أى أنسب وقت يراه الله لذلك وبنفس المفهوم يقول السيد فى سفر الرؤيا أنا آتى سريعا (رؤ20:22) ولم يأتى حتى الآن.
والله سيأتى ولكنه سيأتى فجأة كلص فى الليل = لذلك علينا أن نستعد.
وكما كانت هناك فترة بين الإنذار بالطوفان ومجىء الطوفان تقدر بحوالى 120 سنة، هكذا هناك فترة بين المجىء الأول والمجىء الثانى، هى فترة يمكن فيها التوبة وبعدها لا توجد فرص للتوبة.
تنحل العناصرمحترقة = كان هناك إعتراضا علميا على هذه العبارة بعد أن حدد علم الكيمياء معنى كلمة عنصر. ولكن جاءت التفجيرات الذرية لتثبت إمكانية أن تنحل العناصر محترقة. وكلمة العناصر فى أصلها اللغوى تشير إما للعناصر التى يتكون منها الكون أو إلى الأجرام السماوية. المهم أن هيئة هذا العالم ستزول ليخرج منها سماء جديدة وأرض جديدة.
ويوم الرب سيأتى كلص للأشرار، ولكن يوم عرس أبدى للأبرار.
آية 11:- فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة و تقوى.
إذا كان الله سيحرق الأرض والسماء، وهى كائنات غير عاقلة، فماذا سيكون نصيب الأشرار الذين يخطئون وهم يعرفون ماذا يفعلون.
آية 12:- منتظرين و طالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة و العناصر محترقة تذوب.
إذا سلكنا فى البر لن نخاف من يوم مجىء الرب، بل سننتظر مجيئه بفرح وإشتياق قائلين "آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ20:22).
آية 13:- و لكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة و ارضا جديدة يسكن فيها البر.
حين يأتى المسيح سيكون هناك كل شىء جديد (رؤ1:21) + (إش16:65) ويسود البر ولا تعود هناك خطية.
آية 14:- لذلك ايها الاحباء اذ انتم منتظرون هذه اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس و لا عيب في سلام.
هذا الرجاء يدفع الكنيسة للجهاد والمثابرة على أن تحيا فى بر وأعمال صالحة، حتى تتحد بعريسها فى ذلك اليوم (رؤ2:21).
آيات 15-16:- و احسبوا اناة ربنا خلاصا كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له. كما في الرسائل كلها ايضا متكلما فيها عن هذه الامور التي فيها اشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء و غير الثابتين كباقي الكتب ايضا لهلاك انفسهم.
واضح أن رسائل بولس الرسول كانت منتشرة وقد قرأها بطرس الرسول ولنلاحظ الآتى:-
1- بطرس قرأ ما قاله بولس عن توبيخه لبطرس (غل12،11:2) ومع هذا يدعوه أخونا الحبيب. ومن هذا نرى المحبة التى سادت كنيسة الرسل بالرغم من وجود خلافات.
2- فى إنتظارنا لمجىء الرب علينا أن ندرس الكتاب غير معتمدين على فهمنا الخاص حتى لا نخطىء كما أخطأ هؤلاء، فهناك أقوال صعبة تحتاج لمن يفسرها = أشياء عسرة الفهم.
3- قال بولس أن طول أناة الله إنما يقتادنا إلى التوبة (رو4:2) = إحسبوا أناة ربنا خلاصا كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس.
4- أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء = هذه إشارة إلى
أ. من فهم أن الإيمان كاف للخلاص فإندفع فى طريق الشر متصورا أن إيمانه سيكون كافيا لخلاصه، وعلى هذه الهرطقة، رد القديس يعقوب الرسول فى رسالته.
ب. على من تصور أن مجىء المسيح على الأبواب فإمتنع عن العمل كما فعل أهل تسالونيكى فوبخهم بولس نفسه فى رسالته الثانية لهم.
5- من يسىء فهم الكتاب المقدس ويفسره على هواه، رافضا تعاليم الآباء وتفاسيرهم، فهذا يؤدى به لهلاك نفسه = لهلاك أنفسهم
آية 17: -فانتم ايها الاحباء اذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من ان تنقادوا بضلال الاردياء فتسقطوا من ثباتكم.
فتسقطوا من ثباتكم = هذه تشير لإمكانية سقوط المؤمن بعد أن كان ثابتا.
آية 18:- و لكن انموا في النعمة و في معرفة ربنا و مخلصنا يسوع المسيح له المجد الان و الى يوم الدهر امين.
إنموا فى النعمة = أى فى كل فضيلة مسيحية، ليس فقط أن لا تسقطوا بل إنموا إلى الأمام، وفى النمو ضمان لعدم الرجوع إلى الوراء (كسيارة تصعد منحدر) فمن لا ينمو ينقص.
مواضيع مماثلة
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (1)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثالث (1)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثالث (1)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى