تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (2)
صفحة 1 من اصل 1
تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (2)
آية 12:- اما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة طبيعية مولودة للصيد و الهلاك يفترون على ما يجهلون فسيهلكون في فسادهم.
كحيوانات غير ناطقة = أى يسلكون بحسب غريزتهم الطبيعية أى شهواتهم، دون أدنى محاولة للتسامى أو الضبط لهذه الشهوات، بل هم مندفعون وراء شهواتهم.
يفترون على ما يجهلون = المبتدعين ليس فقط يجهلون الأمور بل يجهلون أن من يهاجمونهم لهم هذا المجد عند الله، لذلك هم فى تجاسر يفترون مقاومين الحق. وهؤلاء سبب هلاكهم ليس خارجا عنهم بل هم سيهلكون فى فسادهم = أى هم أسلموا أنفسهم بأنفسهم للهلاك، هم صاروا كالحيوان الذى يدخل المصيدة برجليه (هم يضعون للحيوان قطعة لحم فى المصيدة ليصطادوه، لأنه سيدخل بدافع شهوته وراء اللحم، لكن دخوله سيكون لهلاكه) وهؤلاء إنجذبوا وراء شهوتهم كما إنجذب الحيوان وراء اللحم، ولكن هم ذاهبون وراء هلاكهم. مولودة للصيد = هم يهلكون لأن عقولهم تسحبها الشهوات كما تسحب الخيول الجامحة راكبيها. أما الإنسان فقد خلق الله له عقلا ليفكر ويعيش مع الله، العقل يعينه فى أن تكون له علاقة مع الله.
آية 13:- اخذين اجرة الاثم الذين يحسبون تنعم يوم لذة ادناس و عيوب يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم.
آخذين آجرة الإثم = أجرة الخطية موت، وهؤلاء سيهلكون فى فسادهم.
الذين يحسبون تنعم يوم لذة = هم يفرحون بلذة مؤقتة يحسبونها نصيبهم متجاهلين السعادة الأبدية الدائمة. والمقصود بيوم = قصر عمر اللذة.
أدناس = هم أدناس فى ذواتهم. وعيوب = أصلها اللغوى نقط سوداء فهم فى حقيقتهم شىء مشوه. وهم يتصرفون بخداع كإبليس = صانعين ولائم معكم = كانت الكنيسة تقيم بعد القداسات ولائم محبة، وهؤلا قلدوا الكنيسة بإقامة ولائم لخداع الناس بأنهم أعضاء فى الكنيسة.
آية 14:- لهم عيون مملوة فسقا لا تكف عن الخطية خادعون النفوس غير الثابتة لهم قلب متدرب في الطمع اولاد اللعنة.
لهم عيون مملوءة فسقا = تشير لمن يبحث دائما عن إمرأة ليزنى معها، فمن يستهين بكل شىء ويعيش فى إباحية تصير عيناه مملوءة فسقا أى زنا ويفقد البساطة، وتصير عيناه مظلمتين لا تريان إلا ما هو شر = لا تكف عن الخطية. خادعون النفوس = بألفاظ منمقة تسمى الخطية حرية. ولكن لا ينخدع بهم سوى النفوس غير الثابتة. لهم قلب متدرب فى الطمع = قلب لا يشبع من الشهوات، ويطمع حتى فى إمرأة أخيه. وقد تعنى أيضا الطمع فى المال، ولكن سياق الكلام يشير للطمع فى شهوات الجسد.
أولاد اللعنة = إذ هم يسعون وراء إنحراف الناس عن إيمانهم البسيط.
آيات 16،15:- قد تركوا الطريق المستقيم فضلوا تابعين طريق بلعام بن بصور الذي احب اجرة الاثم. و لكنه حصل على توبيخ تعديه اذ منع حماقة النبي حمار اعجم ناطقا بصوت انسان.
بلعام بن بصور = بصور هى القراءة الكلدانية للإسم العبرانى بعور، فاليهود ينطقونه بعور. وربما قصد الرسول إستخدام الإسم بالكلدانية إذ أن بصور تعنى جسد، وكانت مشورة بلعام خاصة بإسقاط شعب إسرائيل فى خطية الزنا مع بنات موآب حتى يلعنهم الله ويغضب عليهم، وحصل على أجرة فى مقابل مشورته هذه = أحب أجرة الإثم إذا قوله بلعام بن بصور (جسد) تعنى هؤلاء السائرين وراء الجسد (آية 10) هؤلاء الشهوانيون كانوا فى الطريق المستقيم يوما ما، لكنهم إنحرفوا وراء شهواتهم الجسدية التى أغلقت عقولهم، كما إنغلق عقل بلعام فوبخه حمار. راجع قصة بلعام فى سفر العدد (22-25). وإشارة الرسول لأن حمار بلعام قد نطق تعنى أن هؤلاء الشهوانيون سقطوا من درجة فهمهم للأمور إلى درجة أقل من هذا الحمار
آية 17:- هؤلاء هم ابار بلا ماء غيوم يسوقها النوء الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الابد.
هذه اللذات الجسدية مخادعة، قد تبدو لمن هم من خارج أنها مشبعة، وأنها مغرية وأنها وأنها... ولكن حين يسقط فيها الإنسان تتحول حياته لمرار. لذلك شبه الرسول هذا بقوله عمن يدعو لهذه الشهوات الجسدية بأنهم هم أبار بلا ماء = لهم مظهر خارجى مخادع، أو يدعون أن ما يدعون الناس له هو مصدر سعادة لهم، لكن من يأتى لهذه الخطايا يكون كظمآن أتى لبئر لا يجد فيها ماء، فهو لن يجد فيها سعادة أو فرح إطلاقا، ربما سيجد لذة لحظة، لكن سيعقبها حزن وتعاسة بقية العمر. وبنفس المعنى يقول تشبيه آخر غيوم يسوقها النوء = هى غيوم يفرح بها الفلاح الذى ينتظر المطر، لكن سرعان ما تحملها الرياح دون أن تمطر، فهى بلا خير، بل هى تمنع نور الشمس.
وسينكشف حقيقة هؤلاء فى الأبدية حيث حفظ لهم قتام الظلام، خلاصة هذه الآية أن هؤلاء فى حقيقتهم ما هم إلا مخادعون، يدعون الناس لما فيه شبعهم وسعادتهم (أى الخطية) ولكن حين ينفذ الناس ما يقولونه لهم لا يشعرون بسعادة أو بشبع. هم إذا أبار بلا ماء...
آية 18:- لانهم اذ ينطقون بعظائم البطل يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال.
هنا تشبيه آخر أو وصف آخر لخداعهم، فهم ينطقون بعظائم البطل كلمة عظائم فى اليونانية تشير إلى شىء يبدو أكبر مما هو فى الواقع. وفى الحقيقة فإن ما ينطقون به هو باطل وفراغ كاذب، فوراء مظهرهم الذى يشير للمعرفة لا يوجد شبع للناس ولا سعادة، أى لا جوهر حقيقى. يخدعون بشهوات الجسد = هم يعلمون سامعيهم أن يشبعوا رغائب الجسد غير المقدسة. هم يدعون فى كبرياء أنهم ذوو معرفة وحكمة.
يقدمون أمالا عظيمة وكلمات براقة عن الحرية التى أعطاها لنا العهد الجديد. وفى الحقيقة فكل فلسفتهم هى إنقياد وراء شهواتهم الباطلة.
ولكن من الذى ينساق وراءهم؟ من هرب قليلا من الذين يسيرون فى الضلال أى حديثى الإيمان الذين هربوا من الوثنية عن قريب، هؤلاء كانوا ما زالوا لم يعرفوا المسيح ويختبروه حقيقة. هم كانوا مازالوا فى سطحية الإيمان لم يدخلوا إلى العمق. لذلك قال المسيح "ادخلوا إلى العمق" (لو4:5).
والعمق هو عمق المعرفة والحب والإتحاد الحقيقى مع المسيح والثبات فيه.
أما هؤلاء السطحيين حينما يسمعون دعوة المعلمين الكذبة بالحرية المزيفة يصدقونهم غير عالمين أن هذا هو عين العبودية، وهكذا بعد أن إختبر الهروب من نجاسة العالم بمعرفة الرب المخلصة إرتبك فيها من جديد وإنغلب من شهوته. وفى هذا النص نرى إمكانية إرتداد المؤمن وهلاكه بعد أن إختبر المسيح ونعمته. لذلك علينا أن نجتهد ونسلك بأمانة وحرص وندخل بجهادنا إلى العمق لنخلص.
آية 19:- واعدين اياهم بالحرية و هم انفسهم عبيد الفساد لان ما انغلب منه احد فهو له مستعبد ايضا.
الحرية فى مفهوم هؤلاء هى تحرر من الناموس وسلطانه، ما دامت النعمة تغفر، ولكن هذه ليست حرية بل عبودية للشهوة والخطية. كلمة الحرية التى يستخدمها هؤلاء هى كلمة براقة تخدع المبتدئين. وكما قال السيد المسيح "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو34:8)، والقديس بولس الرسول قال "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة. غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد" (غل13:5)، ومن ضمن الحريات الكاذبة الدعوة للتحرر من الترتيبات الكنسية كالأصوام والإعتراف.
آيات 20-22:- لانه اذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب و المخلص يسوع المسيح يرتبكون ايضا فيها فينغلبون فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل.لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم.قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه و خنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة.
لأنه إذا كانوا = يقصد الذين وقعوا فى فخاع العدو بعد ما هربوا = أى بعد ما آمنوا وصار لهم المسيح مخلصا وأعطاهم حياة جديدة إرتدوا للنجاسات الأولى....فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل... لماذا؟
1. بعد أن عرفوا المسيح وآمنوا وتابوا وإعتمدوا وعرفوا الحياة الطاهرة، تصير خطيتهم أكبر بسبب معرفتهم، أما خطاياهم قبل الإيمان فكانت عن جهل. وقد يكون لهم عذر فيها لجهلهم، أما بعد إيمانهم فخطيتهم أصبحت تعدى.
2. جحودهم لما حصلوا عليه من نعمة ومواهب.
3. بعد أن إعتمدوا وخرج منهم الروح الشرير، إذ إرتدوا يعود لهم ومعه سبعة أرواح آخرين أشر منه (مت45:12) + (لو26:11).
4. من سقط وله معرفة لا يعود ينصت بعد إلى من يرشده أو يعظه.
الوصية المقدسة المسلمة لهم = فى الناموس وبتعليم الرسل، وبالروح القدس الذى كتبها على قلوبهم (أر33:31).
المثل الصادق = إقتبس القديس بطرس هذا المثل من (أم11:26) وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة = ربما كان هذا مثلا منتشرا أيام الرسول، أو هو إضافة من عنده. والمراغة هى مكان التمرغ. والحمأة هى الطين الأسود الذى تتمرغ فيه الخنازير.
كحيوانات غير ناطقة = أى يسلكون بحسب غريزتهم الطبيعية أى شهواتهم، دون أدنى محاولة للتسامى أو الضبط لهذه الشهوات، بل هم مندفعون وراء شهواتهم.
يفترون على ما يجهلون = المبتدعين ليس فقط يجهلون الأمور بل يجهلون أن من يهاجمونهم لهم هذا المجد عند الله، لذلك هم فى تجاسر يفترون مقاومين الحق. وهؤلاء سبب هلاكهم ليس خارجا عنهم بل هم سيهلكون فى فسادهم = أى هم أسلموا أنفسهم بأنفسهم للهلاك، هم صاروا كالحيوان الذى يدخل المصيدة برجليه (هم يضعون للحيوان قطعة لحم فى المصيدة ليصطادوه، لأنه سيدخل بدافع شهوته وراء اللحم، لكن دخوله سيكون لهلاكه) وهؤلاء إنجذبوا وراء شهوتهم كما إنجذب الحيوان وراء اللحم، ولكن هم ذاهبون وراء هلاكهم. مولودة للصيد = هم يهلكون لأن عقولهم تسحبها الشهوات كما تسحب الخيول الجامحة راكبيها. أما الإنسان فقد خلق الله له عقلا ليفكر ويعيش مع الله، العقل يعينه فى أن تكون له علاقة مع الله.
آية 13:- اخذين اجرة الاثم الذين يحسبون تنعم يوم لذة ادناس و عيوب يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم.
آخذين آجرة الإثم = أجرة الخطية موت، وهؤلاء سيهلكون فى فسادهم.
الذين يحسبون تنعم يوم لذة = هم يفرحون بلذة مؤقتة يحسبونها نصيبهم متجاهلين السعادة الأبدية الدائمة. والمقصود بيوم = قصر عمر اللذة.
أدناس = هم أدناس فى ذواتهم. وعيوب = أصلها اللغوى نقط سوداء فهم فى حقيقتهم شىء مشوه. وهم يتصرفون بخداع كإبليس = صانعين ولائم معكم = كانت الكنيسة تقيم بعد القداسات ولائم محبة، وهؤلا قلدوا الكنيسة بإقامة ولائم لخداع الناس بأنهم أعضاء فى الكنيسة.
آية 14:- لهم عيون مملوة فسقا لا تكف عن الخطية خادعون النفوس غير الثابتة لهم قلب متدرب في الطمع اولاد اللعنة.
لهم عيون مملوءة فسقا = تشير لمن يبحث دائما عن إمرأة ليزنى معها، فمن يستهين بكل شىء ويعيش فى إباحية تصير عيناه مملوءة فسقا أى زنا ويفقد البساطة، وتصير عيناه مظلمتين لا تريان إلا ما هو شر = لا تكف عن الخطية. خادعون النفوس = بألفاظ منمقة تسمى الخطية حرية. ولكن لا ينخدع بهم سوى النفوس غير الثابتة. لهم قلب متدرب فى الطمع = قلب لا يشبع من الشهوات، ويطمع حتى فى إمرأة أخيه. وقد تعنى أيضا الطمع فى المال، ولكن سياق الكلام يشير للطمع فى شهوات الجسد.
أولاد اللعنة = إذ هم يسعون وراء إنحراف الناس عن إيمانهم البسيط.
آيات 16،15:- قد تركوا الطريق المستقيم فضلوا تابعين طريق بلعام بن بصور الذي احب اجرة الاثم. و لكنه حصل على توبيخ تعديه اذ منع حماقة النبي حمار اعجم ناطقا بصوت انسان.
بلعام بن بصور = بصور هى القراءة الكلدانية للإسم العبرانى بعور، فاليهود ينطقونه بعور. وربما قصد الرسول إستخدام الإسم بالكلدانية إذ أن بصور تعنى جسد، وكانت مشورة بلعام خاصة بإسقاط شعب إسرائيل فى خطية الزنا مع بنات موآب حتى يلعنهم الله ويغضب عليهم، وحصل على أجرة فى مقابل مشورته هذه = أحب أجرة الإثم إذا قوله بلعام بن بصور (جسد) تعنى هؤلاء السائرين وراء الجسد (آية 10) هؤلاء الشهوانيون كانوا فى الطريق المستقيم يوما ما، لكنهم إنحرفوا وراء شهواتهم الجسدية التى أغلقت عقولهم، كما إنغلق عقل بلعام فوبخه حمار. راجع قصة بلعام فى سفر العدد (22-25). وإشارة الرسول لأن حمار بلعام قد نطق تعنى أن هؤلاء الشهوانيون سقطوا من درجة فهمهم للأمور إلى درجة أقل من هذا الحمار
آية 17:- هؤلاء هم ابار بلا ماء غيوم يسوقها النوء الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الابد.
هذه اللذات الجسدية مخادعة، قد تبدو لمن هم من خارج أنها مشبعة، وأنها مغرية وأنها وأنها... ولكن حين يسقط فيها الإنسان تتحول حياته لمرار. لذلك شبه الرسول هذا بقوله عمن يدعو لهذه الشهوات الجسدية بأنهم هم أبار بلا ماء = لهم مظهر خارجى مخادع، أو يدعون أن ما يدعون الناس له هو مصدر سعادة لهم، لكن من يأتى لهذه الخطايا يكون كظمآن أتى لبئر لا يجد فيها ماء، فهو لن يجد فيها سعادة أو فرح إطلاقا، ربما سيجد لذة لحظة، لكن سيعقبها حزن وتعاسة بقية العمر. وبنفس المعنى يقول تشبيه آخر غيوم يسوقها النوء = هى غيوم يفرح بها الفلاح الذى ينتظر المطر، لكن سرعان ما تحملها الرياح دون أن تمطر، فهى بلا خير، بل هى تمنع نور الشمس.
وسينكشف حقيقة هؤلاء فى الأبدية حيث حفظ لهم قتام الظلام، خلاصة هذه الآية أن هؤلاء فى حقيقتهم ما هم إلا مخادعون، يدعون الناس لما فيه شبعهم وسعادتهم (أى الخطية) ولكن حين ينفذ الناس ما يقولونه لهم لا يشعرون بسعادة أو بشبع. هم إذا أبار بلا ماء...
آية 18:- لانهم اذ ينطقون بعظائم البطل يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال.
هنا تشبيه آخر أو وصف آخر لخداعهم، فهم ينطقون بعظائم البطل كلمة عظائم فى اليونانية تشير إلى شىء يبدو أكبر مما هو فى الواقع. وفى الحقيقة فإن ما ينطقون به هو باطل وفراغ كاذب، فوراء مظهرهم الذى يشير للمعرفة لا يوجد شبع للناس ولا سعادة، أى لا جوهر حقيقى. يخدعون بشهوات الجسد = هم يعلمون سامعيهم أن يشبعوا رغائب الجسد غير المقدسة. هم يدعون فى كبرياء أنهم ذوو معرفة وحكمة.
يقدمون أمالا عظيمة وكلمات براقة عن الحرية التى أعطاها لنا العهد الجديد. وفى الحقيقة فكل فلسفتهم هى إنقياد وراء شهواتهم الباطلة.
ولكن من الذى ينساق وراءهم؟ من هرب قليلا من الذين يسيرون فى الضلال أى حديثى الإيمان الذين هربوا من الوثنية عن قريب، هؤلاء كانوا ما زالوا لم يعرفوا المسيح ويختبروه حقيقة. هم كانوا مازالوا فى سطحية الإيمان لم يدخلوا إلى العمق. لذلك قال المسيح "ادخلوا إلى العمق" (لو4:5).
والعمق هو عمق المعرفة والحب والإتحاد الحقيقى مع المسيح والثبات فيه.
أما هؤلاء السطحيين حينما يسمعون دعوة المعلمين الكذبة بالحرية المزيفة يصدقونهم غير عالمين أن هذا هو عين العبودية، وهكذا بعد أن إختبر الهروب من نجاسة العالم بمعرفة الرب المخلصة إرتبك فيها من جديد وإنغلب من شهوته. وفى هذا النص نرى إمكانية إرتداد المؤمن وهلاكه بعد أن إختبر المسيح ونعمته. لذلك علينا أن نجتهد ونسلك بأمانة وحرص وندخل بجهادنا إلى العمق لنخلص.
آية 19:- واعدين اياهم بالحرية و هم انفسهم عبيد الفساد لان ما انغلب منه احد فهو له مستعبد ايضا.
الحرية فى مفهوم هؤلاء هى تحرر من الناموس وسلطانه، ما دامت النعمة تغفر، ولكن هذه ليست حرية بل عبودية للشهوة والخطية. كلمة الحرية التى يستخدمها هؤلاء هى كلمة براقة تخدع المبتدئين. وكما قال السيد المسيح "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو34:8)، والقديس بولس الرسول قال "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة. غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد" (غل13:5)، ومن ضمن الحريات الكاذبة الدعوة للتحرر من الترتيبات الكنسية كالأصوام والإعتراف.
آيات 20-22:- لانه اذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب و المخلص يسوع المسيح يرتبكون ايضا فيها فينغلبون فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل.لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم.قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه و خنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة.
لأنه إذا كانوا = يقصد الذين وقعوا فى فخاع العدو بعد ما هربوا = أى بعد ما آمنوا وصار لهم المسيح مخلصا وأعطاهم حياة جديدة إرتدوا للنجاسات الأولى....فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل... لماذا؟
1. بعد أن عرفوا المسيح وآمنوا وتابوا وإعتمدوا وعرفوا الحياة الطاهرة، تصير خطيتهم أكبر بسبب معرفتهم، أما خطاياهم قبل الإيمان فكانت عن جهل. وقد يكون لهم عذر فيها لجهلهم، أما بعد إيمانهم فخطيتهم أصبحت تعدى.
2. جحودهم لما حصلوا عليه من نعمة ومواهب.
3. بعد أن إعتمدوا وخرج منهم الروح الشرير، إذ إرتدوا يعود لهم ومعه سبعة أرواح آخرين أشر منه (مت45:12) + (لو26:11).
4. من سقط وله معرفة لا يعود ينصت بعد إلى من يرشده أو يعظه.
الوصية المقدسة المسلمة لهم = فى الناموس وبتعليم الرسل، وبالروح القدس الذى كتبها على قلوبهم (أر33:31).
المثل الصادق = إقتبس القديس بطرس هذا المثل من (أم11:26) وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة = ربما كان هذا مثلا منتشرا أيام الرسول، أو هو إضافة من عنده. والمراغة هى مكان التمرغ. والحمأة هى الطين الأسود الذى تتمرغ فيه الخنازير.
مواضيع مماثلة
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى