تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (1)
صفحة 1 من اصل 1
تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (1)
الإصحاح الأول
آية 1:- سمعان بطرس عبد يسوع المسيح و رسوله الى الذين نالوا معنا ايمانا ثمينا مساويا لنا ببر الهنا و المخلص يسوع المسيح.
سمعان = هو إسمه العبرانى. بطرس = الإسم الذى أطلقه عليه المسيح وإستعمال الإسمين فيه إشارة لعمل النعمة فى شخص سمعان والتغيير الذى حدث له نتيجة الهبة الإلهية التى وهبت له والتى تكلم عنها فى آية 4،3. فذكر الإسمين هو تأمل فيماذا كان وكيف أصبح بعمل النعمة.
عبد = الله يتنازل ويسمينا أبناء، ولكن علينا ألا ننس حقيقتنا كخدام وعبيد مملوكين لله، وعلينا أن نفعل مشيئته. والمحبة التى بيننا تجعلها عبودية حلوة بمحض إختيارنا، فالعبودية لله تحرر بينما العبودية لأى أحد آخر أو لأى شىء آخر تذل الإنسان. وكان السيد العبرانى يحرر عبده العبرانى فى السنة السابعة، لكن إذا جاء العبد وقال لسيده " لن أجد سيدا مثلك يحبنى ويرعانى أنا وأولادى وأريد أن أستمر عبدا لك العمر كله " كان السيد يتخذه له عبدا العمر كله. وبهذا المنطق يود بطرس هنا أن يقول أنه لم يجد مثل السيد المسيح فى محبته ورعايته فأراد أن يصير له عبدا كل العمر.
ورسوله = إذا كاتب الرسالة من الإثنى عشر. ولقد شاهد التجلى (2بط18،17:1).
إلى الذين نالوا = أى الأمم.
معنا = أى نحن الرسل أو نحن الذين كنا من اليهود شعب الله المختار سابقا.
مساويا لنا = الملكوت ليس خاصا بالرسل ولكنه لكل من يؤمن، والفرصة متساوية للجميع. وكلمة مساويا إستخدمها كتاب تلك الأيام للإشارة للتساوى فى حقوق المواطنة وإمتيازاتها. ومعنى الكلام أن من رأى المسيح بالجسد كالتلاميذ له نفس حقوق وإمتيازات من آمن ولم يرى السيد المسيح ببر إلهنا = كل ما نلناه كان بسبب فداء المسيح أى المخلص يسوع المسيح = الذى وهو بار بلا خطية مات عنا ليحمل خطايانا، بل بار تعنى أنه كان أمينا وبحسب ما وعد تمم الخلاص. وتعنى أيضا أنه يعطينا بره فنحن نحيا بحياته أبرارا (2كو21:5) "نصير بر الله فيه.. ونخلص بحياته" (رو10:5). لكى أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى (غل20:2). لى الحياة هى المسيح (فى21:1).
آية 2:- لتكثر لكم النعمة و السلام بمعرفة الله و يسوع ربنا.
النعمة والسلام = راجع تفسير (1بط2:1).
بمعرفة الله ويسوع ربنا = المعرفة المقصودة ليست هى المعرفة العقلية بل هى المعرفة الإختبارية الناشئة عن علاقة وخبرة شخصية باالله. هى علاقة حياة عملية، فمن إختبر قوة ومحبة الله وحمايته، سيعيش فى سلام كامل، غير خائف من الغد ولا من أى أمر مخيف. ولن يتذمر على أى قرار يتخذه الله ولن يرفض بل سيسلم تسليما كاملا لله. فالله فى محبته لن يسمح سوى بالخير لأولاده فكيف نخاف من أى أمر الآن أو فى المستقبل (1كو22:3) ومن يختبر الله يزداد إيمانه بالله وثقته فى الله فيزداد نعمة وبالتالى سلام. فالمعرفة إذا هى الدائرة التى يتمتع فيها المسيحى بالنعمة والسلام.
والمعرفة نوعان:
1. معرفة من الخارج، كما يعرف إنسان إنسانا آخر. هنا لن يتمكن هذا الإنسان من معرفة كل تفكير ومشاعر الآخر.
2. معرفة من الداخل، قال عنها الرسول "لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه" (1كو11:2).
ومعرفتنا بالمسيح هى من النوع الثانى. فعلاقتنا بالمسيح هى علاقة إتحاد به وثبات فيه ووحدة معه (رو5:6) + (يو56:6) + (يو4:15) + (يو21:17).
فنحن لا نعرف المسيح من الخارج كما يعرف شخص شخص آخر بل من خلال إتحادنا به. لذلك أمكن لبولس الرسول أن يقول "وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو16:2) وقال بولس بنفس المعنى "وأوجد فيه... لأعره" (فى10،9:3). ولأن المعرفة هى إتحاد بالمسيح قال السيد المسيح "وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته" (يو3:17).
فكلمة يعرفه هى كلمة تشير بطريقة سرية للإتحاد الذى ينشأ عنه حياة "وعرف آدم إمرأته فحبلت وولدت قايين" (تك1:4).
وقارن بين: "ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب"... مع "انى أنا فى الآب".
"ولا من هو الآب إلا الإبن"... مع "والآب فى".
"ومن أراد الإبن أن يعلن له".
فمعرفة الآب للإبن والإبن للآب راجعة لإتحادهما وأن الآب فى الإبن والإبن فى الآب. وبنفس المفهوم يقول الرب "ومن أراد الإبن أن يعلن له" فمن أراد الإبن أن يعطيه حياة، يتحد به ويعطيه حياته هو (فى21:1) وهى حياة أبدية. وهذه هى المعرفة التى ليست من خارج بل من خلال الإتحاد به، لذلك فهى حياة ابدية. وإذا فهمنا هذا فإن معرفة الله ويسوع المسيح ربنا هى نوع من الإتحاد الذى من خلاله يحل فينا الروح القدس فتكثر النعمة والسلام.
ولكن حتى يحدث هذا الثبات وهذا الإتحاد لابد من نقاوة القلب فلا شركة للنور مع الظلمة ولا إتفاق للمسيح مع بليعال (2كو15،14:6) ولذلك نفهم أن طلب السيد المسيح منا "إثبتوا فى وأنا فيكم" (يو4:15).
هو دعوة للهرب من الشر وتجنبه فنثبت فى المسيح ونعرفه وتكون لنا حياة أبدية وتكثر النعمة والسلام.
آيات 4،3:- كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة و التقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد و الفضيلة.
اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى و الثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.
الله وهب لنا بقدرته الإلهية كل ما يقودنا للحياة والتقوى فالله أعطانا أسرارا كنسية نحصل بها على نعم غير منظورة، فبالمعمودية نحصل على ميلاد سماوى، به نتحد بالمسيح فى موته وقيامته، فيعطينا المسيح حياته وهذه هى الحياة الأبدية التى لنا. وبالميرون يحل علينا الروح القدس الذى يبكتنا على الخطية فنحيا فى تقوى، وبالتوبة والإعتراف تغسل خطايانا وبذلك تتكرس أعضاؤنا وحواسنا. وبالتناول نثبت فى المسيح. والروح القدس الذى حصلنا عليه يثبتنا فى المسيح ويعطينا أن تكون لنا ثمار بر.
بمعرفة الذى دعانا = راجع تفسير آية 2 فالمعرفة تشير للإتحاد، الذى به تكون لنا حياة المسيح. فمعرفة المسيح هى الحياة (يو3:17). ولذلك يقول بولس الرسول "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى16:3)، والمعنى أن سر تقوى الإنسان المسيحى هو ظهور الله فى الجسد أى تجسد المسيح فبتجسد المسيح وفدائه، وعن طريق الأسرار صارت لنا حياة المسيح، التى بها نحيا فى تقوى. أضف لهذا أن من يعرف المسيح حقيقة وما أعده لنا من مجد غير منظور على الأرض ومنظور فى السماء يحتقر العالم وما فيه ويحسبه نفاية (فى8:3). والله دعانا بالمجد والفضيلة = المجد هو فى إتحادنا بالله، والفضيلة هى ثمار هذا الإتحاد، أى حياتنا التى نحياها فى بر إلهنا. ولاحظ ماذا أعطانا الله ودعانا إليه حياة
و مجد هذه للحياة الأبدية ولكننا نحصل على العربون هنا.
فالحياة الأبدية هى فى السماء ولكنها تبدأ هنا. والمجد الحقيقى فى السماء ولكننا نأخذ عربونه هنا... أما صرنا هيكلا لله، أما نتناول جسده ودمه ونتحد به، ألا يوجد الله وسطنا دائما وفى هذا مجدنا الحقيقى (زك 5:2) ولكن المجد الآن خفى لا نراه ولكن سيستعلن فينا فى الأبدية (رو 18:8).
المجد فى نظر البشر هو المال والمراكز والأملاك. وكان هذا ما نوه عنه الكتاب المقدس. فأول مرة ذكرت كلمة المجد فى الكتاب المقدس كانت عن قطعان ماشية خاصة بلابان حمو يعقوب "فسمع كلام بنى لابان قائلين أخذ يعقوب كل ما كان لأبينا. ومما لأبينا صنع كل هذا المجد" (تك1:31) وإرتقى الكتاب المقدس بالفكر البشرى لنفهم أن المجد هو شىء خاص بالله ويريد الله أن يعطيه لنا "أكون مجدا فى وسطها" (زك5:2) + "وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى" (يو22:17).
اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد = اللذين عائدة على قدرته الإلهية ودعوته = الذى دعانا. فهو قادر وهو يريد أن يعطينا هذا المجد وأن نحيا فى فضيلة. فوعود الله وعطاياه ليست خاصة بالمجد الأبدى فقط أى وعودا للمستقبل، بل أعطانا عربون فى الحياة الحاضرة، بحياة تقوية بارة أى فضيلة... وما هى نتيجة كل عطايا الله من حياة وتقوى ومجد وفضيلة... لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية وطبعا لن نكون شركاء فى لاهوته وجوهره بل فى قداسته وأبديته وحياته الأبدية، ومحبته ووداعته وطول أناته وبساطته وإحتماله وتواضعه. ومجده بل سيكون لنا صورة جسد مجده (جسد مجد المسيح) (فى21:3) بل سيكون لنا أن نرث الله نرث مع المسيح (رو17:8). بل سيكون لنا نصيب فى عرشه (رؤ21:3). وشركاءه فى فضيلته عموما. لذلك أضاف هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة = فالشهوة الخاطئة هى سبب الفساد الذى فى العالم، ولكن بعطية الله الذى أعطانا كل ما سبق من فضائل وعطايا. بل وكان ذلك عن طريق إتحادنا به صرنا نستطيع النصرة. ولولا عطية الله وإتحاده بنا ما إستطعنا النصرة. فالتقديس يعنى إتحادنا بالله بروحه القدوس. هذا هو مجد المسيحية. فالمسيح أخذ الذى لنا (شركة طبيعتنا البشرية) وأعطانا الذى له (شركة طبيعته الإلهية) طبيعة الله وجوهره هى المحبة. فالمسيح أخذ جسدنا ليعطينا طبيعة المحبة فنحب الله ونحب كل إنسان حتى أعدائنا. أى تصير قلوبنا مملوءة محبة. فالروح يسكب المحبة فينا (رو5:5) ومن ثمار الروح المحبة (غل22:5). فنحن لا نتبع زعيما دينيا أو مصلحا جاء من العلاء، بل إلها نتحد به ونصير واحدا معه. ونلاحظ أن شركتنا فى الطبيعة الإلهية تسبق هروبنا من فساد العالم، فشركتنا فى الطبيعة الإلهية هى سبب نصرتنا فطبيعة المحبة وبالذات محبة الله تجعلنا نحتقر العالم بما فيه من خطايا وتكون وصاياه ليست ثقيلة (1يو3:5).
آية 1:- سمعان بطرس عبد يسوع المسيح و رسوله الى الذين نالوا معنا ايمانا ثمينا مساويا لنا ببر الهنا و المخلص يسوع المسيح.
سمعان = هو إسمه العبرانى. بطرس = الإسم الذى أطلقه عليه المسيح وإستعمال الإسمين فيه إشارة لعمل النعمة فى شخص سمعان والتغيير الذى حدث له نتيجة الهبة الإلهية التى وهبت له والتى تكلم عنها فى آية 4،3. فذكر الإسمين هو تأمل فيماذا كان وكيف أصبح بعمل النعمة.
عبد = الله يتنازل ويسمينا أبناء، ولكن علينا ألا ننس حقيقتنا كخدام وعبيد مملوكين لله، وعلينا أن نفعل مشيئته. والمحبة التى بيننا تجعلها عبودية حلوة بمحض إختيارنا، فالعبودية لله تحرر بينما العبودية لأى أحد آخر أو لأى شىء آخر تذل الإنسان. وكان السيد العبرانى يحرر عبده العبرانى فى السنة السابعة، لكن إذا جاء العبد وقال لسيده " لن أجد سيدا مثلك يحبنى ويرعانى أنا وأولادى وأريد أن أستمر عبدا لك العمر كله " كان السيد يتخذه له عبدا العمر كله. وبهذا المنطق يود بطرس هنا أن يقول أنه لم يجد مثل السيد المسيح فى محبته ورعايته فأراد أن يصير له عبدا كل العمر.
ورسوله = إذا كاتب الرسالة من الإثنى عشر. ولقد شاهد التجلى (2بط18،17:1).
إلى الذين نالوا = أى الأمم.
معنا = أى نحن الرسل أو نحن الذين كنا من اليهود شعب الله المختار سابقا.
مساويا لنا = الملكوت ليس خاصا بالرسل ولكنه لكل من يؤمن، والفرصة متساوية للجميع. وكلمة مساويا إستخدمها كتاب تلك الأيام للإشارة للتساوى فى حقوق المواطنة وإمتيازاتها. ومعنى الكلام أن من رأى المسيح بالجسد كالتلاميذ له نفس حقوق وإمتيازات من آمن ولم يرى السيد المسيح ببر إلهنا = كل ما نلناه كان بسبب فداء المسيح أى المخلص يسوع المسيح = الذى وهو بار بلا خطية مات عنا ليحمل خطايانا، بل بار تعنى أنه كان أمينا وبحسب ما وعد تمم الخلاص. وتعنى أيضا أنه يعطينا بره فنحن نحيا بحياته أبرارا (2كو21:5) "نصير بر الله فيه.. ونخلص بحياته" (رو10:5). لكى أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى (غل20:2). لى الحياة هى المسيح (فى21:1).
آية 2:- لتكثر لكم النعمة و السلام بمعرفة الله و يسوع ربنا.
النعمة والسلام = راجع تفسير (1بط2:1).
بمعرفة الله ويسوع ربنا = المعرفة المقصودة ليست هى المعرفة العقلية بل هى المعرفة الإختبارية الناشئة عن علاقة وخبرة شخصية باالله. هى علاقة حياة عملية، فمن إختبر قوة ومحبة الله وحمايته، سيعيش فى سلام كامل، غير خائف من الغد ولا من أى أمر مخيف. ولن يتذمر على أى قرار يتخذه الله ولن يرفض بل سيسلم تسليما كاملا لله. فالله فى محبته لن يسمح سوى بالخير لأولاده فكيف نخاف من أى أمر الآن أو فى المستقبل (1كو22:3) ومن يختبر الله يزداد إيمانه بالله وثقته فى الله فيزداد نعمة وبالتالى سلام. فالمعرفة إذا هى الدائرة التى يتمتع فيها المسيحى بالنعمة والسلام.
والمعرفة نوعان:
1. معرفة من الخارج، كما يعرف إنسان إنسانا آخر. هنا لن يتمكن هذا الإنسان من معرفة كل تفكير ومشاعر الآخر.
2. معرفة من الداخل، قال عنها الرسول "لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه" (1كو11:2).
ومعرفتنا بالمسيح هى من النوع الثانى. فعلاقتنا بالمسيح هى علاقة إتحاد به وثبات فيه ووحدة معه (رو5:6) + (يو56:6) + (يو4:15) + (يو21:17).
فنحن لا نعرف المسيح من الخارج كما يعرف شخص شخص آخر بل من خلال إتحادنا به. لذلك أمكن لبولس الرسول أن يقول "وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو16:2) وقال بولس بنفس المعنى "وأوجد فيه... لأعره" (فى10،9:3). ولأن المعرفة هى إتحاد بالمسيح قال السيد المسيح "وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته" (يو3:17).
فكلمة يعرفه هى كلمة تشير بطريقة سرية للإتحاد الذى ينشأ عنه حياة "وعرف آدم إمرأته فحبلت وولدت قايين" (تك1:4).
وقارن بين: "ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب"... مع "انى أنا فى الآب".
"ولا من هو الآب إلا الإبن"... مع "والآب فى".
"ومن أراد الإبن أن يعلن له".
فمعرفة الآب للإبن والإبن للآب راجعة لإتحادهما وأن الآب فى الإبن والإبن فى الآب. وبنفس المفهوم يقول الرب "ومن أراد الإبن أن يعلن له" فمن أراد الإبن أن يعطيه حياة، يتحد به ويعطيه حياته هو (فى21:1) وهى حياة أبدية. وهذه هى المعرفة التى ليست من خارج بل من خلال الإتحاد به، لذلك فهى حياة ابدية. وإذا فهمنا هذا فإن معرفة الله ويسوع المسيح ربنا هى نوع من الإتحاد الذى من خلاله يحل فينا الروح القدس فتكثر النعمة والسلام.
ولكن حتى يحدث هذا الثبات وهذا الإتحاد لابد من نقاوة القلب فلا شركة للنور مع الظلمة ولا إتفاق للمسيح مع بليعال (2كو15،14:6) ولذلك نفهم أن طلب السيد المسيح منا "إثبتوا فى وأنا فيكم" (يو4:15).
هو دعوة للهرب من الشر وتجنبه فنثبت فى المسيح ونعرفه وتكون لنا حياة أبدية وتكثر النعمة والسلام.
آيات 4،3:- كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة و التقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد و الفضيلة.
اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى و الثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.
الله وهب لنا بقدرته الإلهية كل ما يقودنا للحياة والتقوى فالله أعطانا أسرارا كنسية نحصل بها على نعم غير منظورة، فبالمعمودية نحصل على ميلاد سماوى، به نتحد بالمسيح فى موته وقيامته، فيعطينا المسيح حياته وهذه هى الحياة الأبدية التى لنا. وبالميرون يحل علينا الروح القدس الذى يبكتنا على الخطية فنحيا فى تقوى، وبالتوبة والإعتراف تغسل خطايانا وبذلك تتكرس أعضاؤنا وحواسنا. وبالتناول نثبت فى المسيح. والروح القدس الذى حصلنا عليه يثبتنا فى المسيح ويعطينا أن تكون لنا ثمار بر.
بمعرفة الذى دعانا = راجع تفسير آية 2 فالمعرفة تشير للإتحاد، الذى به تكون لنا حياة المسيح. فمعرفة المسيح هى الحياة (يو3:17). ولذلك يقول بولس الرسول "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى16:3)، والمعنى أن سر تقوى الإنسان المسيحى هو ظهور الله فى الجسد أى تجسد المسيح فبتجسد المسيح وفدائه، وعن طريق الأسرار صارت لنا حياة المسيح، التى بها نحيا فى تقوى. أضف لهذا أن من يعرف المسيح حقيقة وما أعده لنا من مجد غير منظور على الأرض ومنظور فى السماء يحتقر العالم وما فيه ويحسبه نفاية (فى8:3). والله دعانا بالمجد والفضيلة = المجد هو فى إتحادنا بالله، والفضيلة هى ثمار هذا الإتحاد، أى حياتنا التى نحياها فى بر إلهنا. ولاحظ ماذا أعطانا الله ودعانا إليه حياة
و مجد هذه للحياة الأبدية ولكننا نحصل على العربون هنا.
فالحياة الأبدية هى فى السماء ولكنها تبدأ هنا. والمجد الحقيقى فى السماء ولكننا نأخذ عربونه هنا... أما صرنا هيكلا لله، أما نتناول جسده ودمه ونتحد به، ألا يوجد الله وسطنا دائما وفى هذا مجدنا الحقيقى (زك 5:2) ولكن المجد الآن خفى لا نراه ولكن سيستعلن فينا فى الأبدية (رو 18:8).
المجد فى نظر البشر هو المال والمراكز والأملاك. وكان هذا ما نوه عنه الكتاب المقدس. فأول مرة ذكرت كلمة المجد فى الكتاب المقدس كانت عن قطعان ماشية خاصة بلابان حمو يعقوب "فسمع كلام بنى لابان قائلين أخذ يعقوب كل ما كان لأبينا. ومما لأبينا صنع كل هذا المجد" (تك1:31) وإرتقى الكتاب المقدس بالفكر البشرى لنفهم أن المجد هو شىء خاص بالله ويريد الله أن يعطيه لنا "أكون مجدا فى وسطها" (زك5:2) + "وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى" (يو22:17).
اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد = اللذين عائدة على قدرته الإلهية ودعوته = الذى دعانا. فهو قادر وهو يريد أن يعطينا هذا المجد وأن نحيا فى فضيلة. فوعود الله وعطاياه ليست خاصة بالمجد الأبدى فقط أى وعودا للمستقبل، بل أعطانا عربون فى الحياة الحاضرة، بحياة تقوية بارة أى فضيلة... وما هى نتيجة كل عطايا الله من حياة وتقوى ومجد وفضيلة... لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية وطبعا لن نكون شركاء فى لاهوته وجوهره بل فى قداسته وأبديته وحياته الأبدية، ومحبته ووداعته وطول أناته وبساطته وإحتماله وتواضعه. ومجده بل سيكون لنا صورة جسد مجده (جسد مجد المسيح) (فى21:3) بل سيكون لنا أن نرث الله نرث مع المسيح (رو17:8). بل سيكون لنا نصيب فى عرشه (رؤ21:3). وشركاءه فى فضيلته عموما. لذلك أضاف هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة = فالشهوة الخاطئة هى سبب الفساد الذى فى العالم، ولكن بعطية الله الذى أعطانا كل ما سبق من فضائل وعطايا. بل وكان ذلك عن طريق إتحادنا به صرنا نستطيع النصرة. ولولا عطية الله وإتحاده بنا ما إستطعنا النصرة. فالتقديس يعنى إتحادنا بالله بروحه القدوس. هذا هو مجد المسيحية. فالمسيح أخذ الذى لنا (شركة طبيعتنا البشرية) وأعطانا الذى له (شركة طبيعته الإلهية) طبيعة الله وجوهره هى المحبة. فالمسيح أخذ جسدنا ليعطينا طبيعة المحبة فنحب الله ونحب كل إنسان حتى أعدائنا. أى تصير قلوبنا مملوءة محبة. فالروح يسكب المحبة فينا (رو5:5) ومن ثمار الروح المحبة (غل22:5). فنحن لا نتبع زعيما دينيا أو مصلحا جاء من العلاء، بل إلها نتحد به ونصير واحدا معه. ونلاحظ أن شركتنا فى الطبيعة الإلهية تسبق هروبنا من فساد العالم، فشركتنا فى الطبيعة الإلهية هى سبب نصرتنا فطبيعة المحبة وبالذات محبة الله تجعلنا نحتقر العالم بما فيه من خطايا وتكون وصاياه ليست ثقيلة (1يو3:5).
مواضيع مماثلة
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الأول (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الأول (1)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (2)
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث
» تفسير رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثانى (1)
» تفسير رسالة بطرس الأولى الإصحاح الأول (1)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى