التكوين (الاصحاح الاول ) - تابع 2
صفحة 1 من اصل 1
التكوين (الاصحاح الاول ) - تابع 2
اليوم الأول
هناك رآيين بخصوص الأيام الستة
أو ً لا: أنها أيام حقيقية كل منها ٢٤ ساعة وأصحاب هذا الرأى يقولون الله قادر على كل
شئ.
ثانيًا: أنها حقبات زمنية لا نعرف مقدارها فقد تطول لتصبح آلاف الملايين من السنين وهذا
هو الأرجح للأسباب الآتية:
١. الأيام ليست أيام شمسية فالشمس لم تكن قد خلقت فى اليوم الأول وحتى اليوم الثالث.
. ٢. اليوم السابع بدأ ولم ينتهى حتى الآن. حقًا إن يومًا عند الرب كألف سنة ٢ بط ٨:٣
٣. فى تك ٤:٢ "يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات" هنا أدمجت الستة أيام فى
يوم. فكلمة يوم هنا لا تعنى بالقطع اليوم المعروف الآن ب ٢٤ ساعة.
٤. وحتى الآن ففى القطبين اليوم ليس ٢٤ ساعة.
٥. الكتاب المقدس يستخدم كلمة اليوم بمعانى مختلفة بمفهوم أوسع من اليوم الزمنى:-
. أ. يقصد به الأزل… أنت إبنى أنا اليوم ولدتك مز ٧:٢ + عب ٥:١
ب. يقصد الكتاب بقوله عن الله "القديم الأيام" دا ٩:٧ أنه أزلى.
. ج. يقصد به الأبدية... "يوم الرب" أع ٢٠:٢
ولماذا كان يقول كان مساءه وكان صباح؟
(ولاحظ أنه قبل خلقة الشمس لم يكن هناك مساء وصباح بالمعنى المفهوم الآن).
١. تعبير مساء وصباح هو تعبير يهودى عن اليوم الكامل. فاليوم يبدأ من العشية ثم الصباح.
وهكذا نفعل نحن الآن فى الكنيسة فيوم الأربعاء مث ً لا يبدأ من غروب الثلاثاء وينتهى
بنهاية صباح الأربعاء ثم يبدأ يوم الخميس من غروب الأربعاء وهكذا.
٢. المساء هو ما قبل خروج العمل للنور والصباح هو ما بعد خروج العمل.
٣. في اليوم الأول خلق الله النور فكان بعد خلق النور صباح هذا اليوم وما قبل خلقة النور
مساء اليوم الأول.
٤. في اليوم السابع إستراح الله، والله إستراح بعد الفداء الذى صنعه المسيح وكان ما قبل
مجئ المسيح شمس البر هو مساء اليوم السابع وما بعد المسيح صباح هذا اليوم.
٥. كان اليهود يسمون المساء "عرب" من غروب فى العربية والكلمة فى العبرية تعنى مزيج
أو خليط والمقصود به إختلاط النور مع العتمة. وكانوا يسمون الصباح "بقر" أى شق أو
إنفجر لأن النور هنا شق جلباب الظلام. ولسبق الظلمة على النهار بدأوا اليوم بالمساء.
٦. اليوم الثامن هو الأبدية بعد القيامة العامة حيث النور الدائم وحيث تستمر حياتنا للأبد فى
هذا النور ولكن حياتنا بدأت في مساء هذا العالم وستكمل فى صباح الأبدية. وهناك
يفصل الله بين النور (أبناء النور) والظلمة (أتباع إبليس سلطان الظلمة).
خلقة النور:
هناك نظرية تسمي نظرية السديم. والسديم هو كتلة غازية هائلة الحجم ذات كثافة متخلخلة.
وغازاتها ذات حركة دوامية. وهى تحتوى على كل مقومات الطاقة والمادة. ومادة السديم
خفيفة جدًا فى حالة تخلخل كامل ولكنها أى ذرات هذا السديم تتحرك بإستمرار من الوضع
المتباعد حول نقطة للجاذبية في مركز السديم وبإستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته
تدريجيًا نحو المركز وبالتالى يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعات عظيمة وهذا يؤدى
لرفع حرارة السديم. وبإستمرار إرتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا
مرئيًا فتبدأ الأنوار فى الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة، فسفورية. وهذا يفسر
ظهور النور فى اليوم الأول وخلقة الشمس فى اليوم الرابع، ففى اليوم الأول لم تكن الشمس
قد أخذت صورتها الحالية، بل أخذت هذه الصورة فى اليوم الرابع. وفى السموات الآن أعدادًا
هائلة من هذه السدم. " قد يكون أول مصدر للنور الشمس ذاتها فى حالتها السديمية الأولى أو
أى سدم سمائية أخرى.
وهذا السديم كثير الإنفجار والإنكماش. ونتيجة لهذا الإنكماش نشأ فراغات متخلخلة وحركة
الغازات الدوامية سببت تمزيقًا أدى إلى تكوين ما يشبه الأذرع الخارجة عن جزئها المركزى
وبزيادة التخلخل إنفصلت هذه الأذرع متكاثفة بعيدًا عن الجزء الأم.
وكان أن الأجزاء المنفصلة كونت الكواكب المعتمة ولكن بفعل الحركة ظلت هذه الكواكب
دائرة فى فلك الجزء المركزي.
وبإستمرار الإقتراب بين الذرات وإستمرار تصادمها أدى هذا لإرتفاع كبير فى درجة الحرارة
وأدى لتفاعلات نووية (كما هى حالة الشمس الآن). وهكذا كانت كل الكواكب مثل الشمس
لكن مع الأيام بردت الكواكب مثل الأرض قبل الشمس لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس
وبعد أيام كثيرة ستبرد الشمس أيضًا وتتحول لكوكب مظلم. وكانت دورة الكواكب
(الأرض/المريخ… إلخ) أسرع من الشمس فهى وصلت للسخونة والبرودة أسرع من الشمس
لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس.
تفسير أباء الكنيسة لظهور النور قبل خلقة الشمس
١٢٧٤ ) نور اليوم الأول بأنه نور الشمس التى لم تكن قد إتخذت - علل توما الإكوينى ( ١٢٢٥
٤٠٧ ) بأنه كان نور الشمس التى - هيأتها قبل اليوم الرابع للخليقة وفسره ذهبى الفم ( ٣٤٤
كانت فى اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت فى اليوم الرابع.
بدء ظهور النور على الأرض
كانت الأرض محاطة بغيوم كثيفة تحجز النور عنها وعندما بدأ ينقشع هذا الضباب بدأ النور
يظهر. وكان هناك مناطق بها غيوم كثيفة حجزت النور أما المناطق التى إنقشع عنها الضباب
فصارت منيرة. هذا هو أول معنى لفصل النور عن الظلمة. وأيضًا بدأ ظهور النور حينما
تكون الغبار حول الأرض الذى تنكسر عليه الأشعة فيظهر النور. هنا نقف أمام قول بولس
. الرسول "لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" عب ٨:٣
والله فصل بين النور والظلمة :
فإذا أشرق النور لا تصير هناك ظلمة. وبداءة كان هناك مناطق منيرة ومناطق مظلمة ثم
عين الله الشمس لهذا بعد ذلك فبشروقها يكون نور وبغروبها يكون ظلام وهذا ناشئ عن
دوران الأرض والشمس.
والله كانت أول أعماله خلقة النور لنرى نحن أعماله فنسبحه كما تسبحه ملائكته. والنور هو
بكر خلائق الله. والمسيح البكر كان هو نور العالم. والعكس هو الشيطان سلطان الظلمة الذى
أعماله تكون لي ً لا حيث يسرق وينهب أما الله فأعماله فى النور فكلها حب وعطاء وكلها حسن
وجميل.
وقال الله :
المسيح هو كلمة الله وقوته ويده، به صنع كل شئ (مز ٩:٣٣ ) وكلمة قال هنا لا تعنى أن الله
تكلم ليسمعه أحد بل هو أراد فنفذ كلمته (الأقنوم الثانى) إرادته. فالمسيح كلمة الله به كان
١٦،١٧ : النور فهو النور الحقيقى. راجع كو ١
ورأي الله النور أنه حسن :
لم يقل هذا عن الظلمة. فالله لم يخلق ظلمة، بل أن الظلمة ناشئة عن غياب النور، هي حرمان
من النور، بل بظهور النور إنفضحت الظلمة وعرفت. لكن الظلمة جعلها الله نتيجة لدوران
الأرض، والإنسان المتعب من العمل نهارًا يحتاج إلى الليل لينام ويعطى جسده راحة أما فى
الأبدية فلا تعب ولا حاجة للظلمة أبدًا. وكون أن الله يجد الشئ حسن فهذا ليس راجعًا فقط
لشكله وجماله بل لأنه كام ً لا ونافعًا ومناسبًا. وكان أن الله خلق كل شئ حسن ولكن الإنسان
بفساده أفسد إستخدام الخليقة الصالحة. وبعد أن جاء المسيح ليجدد طبيعتنا الساقطة وكأنه
يخلقها من جديد لا نعود نرى في العالم شيئًا شريرًا.
ودعا الله النور نهارًًا والظلمة دعاها لي ًً لا :
هنا الله يعلم الإنسان أن يدعو الأشياء بأسمائها ويميزها حتي لا يسقطوا تحت الويل النبوى "
ويل للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا أش ٢٠:٥ " فالله
فصل بين النور والظلمة لكى نقبل النور كأبناء للنور ونرفض الظلمة فلا نسقط تحت ليل
الجهالة المهلك. وفصل النور عن الظلمة يشير لفصل الملائكة عن الشياطين بعد سقوطهم
فصاروا ظلمة، وفصل القديسين فى السماء وهم فى أحضان إبراهيم عن الأشرار في الجحيم
مثل الغنى وبينهما هوة عظيمة .
وكان أول أعمال الله هو النور ورأت الملائكة فمجدته أي ٧:٣٨ . وهكذا فى بداية الخليقة
الجديدة حينما قام المسيح من القبر المقدس إنطلق منه نور مازال ينطلق حتي اليوم فى بعض
الأوقات لأن الرب أشرق علينا بنوره الألهي. وهكذا فى المعمودية ننعم بالنور الإلهى، نور قيامته عام ً لا فينا، كأول عمل إلهى فى حياتنا. ولذلك نسمى المعمودية "سر الإستنارة" فنوهب
" روح التمييز بين النور والظلمة "أف ٨:٥
٨: "وقال الله ليكن جلد فى وسط المياه وليكن فاص ً لا بين مياه ومياه. فعمل الله - الآيات ٦
الجلد وفصل بين المياه التى تحت الجلد والمياه التى فوق الجلد وكان كذلك. ودعا الله الجلد
سماء وكان مساء وكان صباح يومًا ثانيًا"
هناك رآيين بخصوص الأيام الستة
أو ً لا: أنها أيام حقيقية كل منها ٢٤ ساعة وأصحاب هذا الرأى يقولون الله قادر على كل
شئ.
ثانيًا: أنها حقبات زمنية لا نعرف مقدارها فقد تطول لتصبح آلاف الملايين من السنين وهذا
هو الأرجح للأسباب الآتية:
١. الأيام ليست أيام شمسية فالشمس لم تكن قد خلقت فى اليوم الأول وحتى اليوم الثالث.
. ٢. اليوم السابع بدأ ولم ينتهى حتى الآن. حقًا إن يومًا عند الرب كألف سنة ٢ بط ٨:٣
٣. فى تك ٤:٢ "يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات" هنا أدمجت الستة أيام فى
يوم. فكلمة يوم هنا لا تعنى بالقطع اليوم المعروف الآن ب ٢٤ ساعة.
٤. وحتى الآن ففى القطبين اليوم ليس ٢٤ ساعة.
٥. الكتاب المقدس يستخدم كلمة اليوم بمعانى مختلفة بمفهوم أوسع من اليوم الزمنى:-
. أ. يقصد به الأزل… أنت إبنى أنا اليوم ولدتك مز ٧:٢ + عب ٥:١
ب. يقصد الكتاب بقوله عن الله "القديم الأيام" دا ٩:٧ أنه أزلى.
. ج. يقصد به الأبدية... "يوم الرب" أع ٢٠:٢
ولماذا كان يقول كان مساءه وكان صباح؟
(ولاحظ أنه قبل خلقة الشمس لم يكن هناك مساء وصباح بالمعنى المفهوم الآن).
١. تعبير مساء وصباح هو تعبير يهودى عن اليوم الكامل. فاليوم يبدأ من العشية ثم الصباح.
وهكذا نفعل نحن الآن فى الكنيسة فيوم الأربعاء مث ً لا يبدأ من غروب الثلاثاء وينتهى
بنهاية صباح الأربعاء ثم يبدأ يوم الخميس من غروب الأربعاء وهكذا.
٢. المساء هو ما قبل خروج العمل للنور والصباح هو ما بعد خروج العمل.
٣. في اليوم الأول خلق الله النور فكان بعد خلق النور صباح هذا اليوم وما قبل خلقة النور
مساء اليوم الأول.
٤. في اليوم السابع إستراح الله، والله إستراح بعد الفداء الذى صنعه المسيح وكان ما قبل
مجئ المسيح شمس البر هو مساء اليوم السابع وما بعد المسيح صباح هذا اليوم.
٥. كان اليهود يسمون المساء "عرب" من غروب فى العربية والكلمة فى العبرية تعنى مزيج
أو خليط والمقصود به إختلاط النور مع العتمة. وكانوا يسمون الصباح "بقر" أى شق أو
إنفجر لأن النور هنا شق جلباب الظلام. ولسبق الظلمة على النهار بدأوا اليوم بالمساء.
٦. اليوم الثامن هو الأبدية بعد القيامة العامة حيث النور الدائم وحيث تستمر حياتنا للأبد فى
هذا النور ولكن حياتنا بدأت في مساء هذا العالم وستكمل فى صباح الأبدية. وهناك
يفصل الله بين النور (أبناء النور) والظلمة (أتباع إبليس سلطان الظلمة).
خلقة النور:
هناك نظرية تسمي نظرية السديم. والسديم هو كتلة غازية هائلة الحجم ذات كثافة متخلخلة.
وغازاتها ذات حركة دوامية. وهى تحتوى على كل مقومات الطاقة والمادة. ومادة السديم
خفيفة جدًا فى حالة تخلخل كامل ولكنها أى ذرات هذا السديم تتحرك بإستمرار من الوضع
المتباعد حول نقطة للجاذبية في مركز السديم وبإستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته
تدريجيًا نحو المركز وبالتالى يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعات عظيمة وهذا يؤدى
لرفع حرارة السديم. وبإستمرار إرتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا
مرئيًا فتبدأ الأنوار فى الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة، فسفورية. وهذا يفسر
ظهور النور فى اليوم الأول وخلقة الشمس فى اليوم الرابع، ففى اليوم الأول لم تكن الشمس
قد أخذت صورتها الحالية، بل أخذت هذه الصورة فى اليوم الرابع. وفى السموات الآن أعدادًا
هائلة من هذه السدم. " قد يكون أول مصدر للنور الشمس ذاتها فى حالتها السديمية الأولى أو
أى سدم سمائية أخرى.
وهذا السديم كثير الإنفجار والإنكماش. ونتيجة لهذا الإنكماش نشأ فراغات متخلخلة وحركة
الغازات الدوامية سببت تمزيقًا أدى إلى تكوين ما يشبه الأذرع الخارجة عن جزئها المركزى
وبزيادة التخلخل إنفصلت هذه الأذرع متكاثفة بعيدًا عن الجزء الأم.
وكان أن الأجزاء المنفصلة كونت الكواكب المعتمة ولكن بفعل الحركة ظلت هذه الكواكب
دائرة فى فلك الجزء المركزي.
وبإستمرار الإقتراب بين الذرات وإستمرار تصادمها أدى هذا لإرتفاع كبير فى درجة الحرارة
وأدى لتفاعلات نووية (كما هى حالة الشمس الآن). وهكذا كانت كل الكواكب مثل الشمس
لكن مع الأيام بردت الكواكب مثل الأرض قبل الشمس لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس
وبعد أيام كثيرة ستبرد الشمس أيضًا وتتحول لكوكب مظلم. وكانت دورة الكواكب
(الأرض/المريخ… إلخ) أسرع من الشمس فهى وصلت للسخونة والبرودة أسرع من الشمس
لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس.
تفسير أباء الكنيسة لظهور النور قبل خلقة الشمس
١٢٧٤ ) نور اليوم الأول بأنه نور الشمس التى لم تكن قد إتخذت - علل توما الإكوينى ( ١٢٢٥
٤٠٧ ) بأنه كان نور الشمس التى - هيأتها قبل اليوم الرابع للخليقة وفسره ذهبى الفم ( ٣٤٤
كانت فى اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت فى اليوم الرابع.
بدء ظهور النور على الأرض
كانت الأرض محاطة بغيوم كثيفة تحجز النور عنها وعندما بدأ ينقشع هذا الضباب بدأ النور
يظهر. وكان هناك مناطق بها غيوم كثيفة حجزت النور أما المناطق التى إنقشع عنها الضباب
فصارت منيرة. هذا هو أول معنى لفصل النور عن الظلمة. وأيضًا بدأ ظهور النور حينما
تكون الغبار حول الأرض الذى تنكسر عليه الأشعة فيظهر النور. هنا نقف أمام قول بولس
. الرسول "لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" عب ٨:٣
والله فصل بين النور والظلمة :
فإذا أشرق النور لا تصير هناك ظلمة. وبداءة كان هناك مناطق منيرة ومناطق مظلمة ثم
عين الله الشمس لهذا بعد ذلك فبشروقها يكون نور وبغروبها يكون ظلام وهذا ناشئ عن
دوران الأرض والشمس.
والله كانت أول أعماله خلقة النور لنرى نحن أعماله فنسبحه كما تسبحه ملائكته. والنور هو
بكر خلائق الله. والمسيح البكر كان هو نور العالم. والعكس هو الشيطان سلطان الظلمة الذى
أعماله تكون لي ً لا حيث يسرق وينهب أما الله فأعماله فى النور فكلها حب وعطاء وكلها حسن
وجميل.
وقال الله :
المسيح هو كلمة الله وقوته ويده، به صنع كل شئ (مز ٩:٣٣ ) وكلمة قال هنا لا تعنى أن الله
تكلم ليسمعه أحد بل هو أراد فنفذ كلمته (الأقنوم الثانى) إرادته. فالمسيح كلمة الله به كان
١٦،١٧ : النور فهو النور الحقيقى. راجع كو ١
ورأي الله النور أنه حسن :
لم يقل هذا عن الظلمة. فالله لم يخلق ظلمة، بل أن الظلمة ناشئة عن غياب النور، هي حرمان
من النور، بل بظهور النور إنفضحت الظلمة وعرفت. لكن الظلمة جعلها الله نتيجة لدوران
الأرض، والإنسان المتعب من العمل نهارًا يحتاج إلى الليل لينام ويعطى جسده راحة أما فى
الأبدية فلا تعب ولا حاجة للظلمة أبدًا. وكون أن الله يجد الشئ حسن فهذا ليس راجعًا فقط
لشكله وجماله بل لأنه كام ً لا ونافعًا ومناسبًا. وكان أن الله خلق كل شئ حسن ولكن الإنسان
بفساده أفسد إستخدام الخليقة الصالحة. وبعد أن جاء المسيح ليجدد طبيعتنا الساقطة وكأنه
يخلقها من جديد لا نعود نرى في العالم شيئًا شريرًا.
ودعا الله النور نهارًًا والظلمة دعاها لي ًً لا :
هنا الله يعلم الإنسان أن يدعو الأشياء بأسمائها ويميزها حتي لا يسقطوا تحت الويل النبوى "
ويل للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا أش ٢٠:٥ " فالله
فصل بين النور والظلمة لكى نقبل النور كأبناء للنور ونرفض الظلمة فلا نسقط تحت ليل
الجهالة المهلك. وفصل النور عن الظلمة يشير لفصل الملائكة عن الشياطين بعد سقوطهم
فصاروا ظلمة، وفصل القديسين فى السماء وهم فى أحضان إبراهيم عن الأشرار في الجحيم
مثل الغنى وبينهما هوة عظيمة .
وكان أول أعمال الله هو النور ورأت الملائكة فمجدته أي ٧:٣٨ . وهكذا فى بداية الخليقة
الجديدة حينما قام المسيح من القبر المقدس إنطلق منه نور مازال ينطلق حتي اليوم فى بعض
الأوقات لأن الرب أشرق علينا بنوره الألهي. وهكذا فى المعمودية ننعم بالنور الإلهى، نور قيامته عام ً لا فينا، كأول عمل إلهى فى حياتنا. ولذلك نسمى المعمودية "سر الإستنارة" فنوهب
" روح التمييز بين النور والظلمة "أف ٨:٥
٨: "وقال الله ليكن جلد فى وسط المياه وليكن فاص ً لا بين مياه ومياه. فعمل الله - الآيات ٦
الجلد وفصل بين المياه التى تحت الجلد والمياه التى فوق الجلد وكان كذلك. ودعا الله الجلد
سماء وكان مساء وكان صباح يومًا ثانيًا"
مواضيع مماثلة
» التكوين (الاصحاح الاول ) - تابع 3
» التكوين (الاصحاح الاول ) - تابع 4
» التكوين (الاصحاح الاول )
» الاصحاح الخامس عشر رساله روميه
» الاصحاح الخامس عشر رساله روميه 2
» التكوين (الاصحاح الاول ) - تابع 4
» التكوين (الاصحاح الاول )
» الاصحاح الخامس عشر رساله روميه
» الاصحاح الخامس عشر رساله روميه 2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى